صفحة الكاتب : مهند محمود شوقي

أين موازنات العراق منذ نصف قرن !
مهند محمود شوقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أتاحت لنا فرضية الديمقراطية الحديثة بعد عام 2003 ولله الحمد أن نتعرف على مصطلح ما كنا نتجرأ للحديث عنه أو الانشغال بمعرفة ارقامه وماهيتها بيد أننا درسنا في التاريخ الحديث أهمية العراق كونه يطفو على بحر نفط وأن حكومات العراق بمختلف ايدولوجياتها وأعرافها كانت قد اعتمدت في اقتصادها وفي مختلف الازمان على الاقتصاد الريعي لتوفير حاجيات البلد سواء اكانت تقتضي مراحل السلطة فيها للحروب لتخصص من تلك الموازنات جزءا كبير لشراء السلاح بحجج الدفاع عن الأمة بأكملها ! أو الحديث فيما بعد عن ديمقراطية ستقحم العراق بحروب تحرير داخلية ! ستفرض أيضا وقعا جديدًا يسمح للسلطات في البلاد ان تحدد ماتريد من تلك الموازنات بفرضية التحرير !

بين الحقبتين تلك نظرية توارثناها ترديدا (نفط الشعب للشعب) وفق شعارات لا اكثر ! او دستور جديد اعاد لنا ذات الفكرة الأولى مع مراعاة بقاء ذات المضمون المبهم ! الذي يتحدث بكل الاحوال عن عنصر المفاجئة والذي سيلحقنا بدوره في حروب القادم وتخصيصات موازنات العراق للتحرير المرتقب كل حين !!!

نصف قرن بين قوسي معادلة العراق دكتاتورية تليها ديمقراطية ومن البديهي جدا ان لا يعرف الشعب العراقي مصير موازناته الكبرى ابان فترة الحكم الأولى ومن كان يتجرأ للسؤال طالما كانت الحجة جاهزة ومعنونة باتجاه (الخيانة العظمى) للسؤال حتى ؟ وطالما ان العراق في تلك الفترة كان المدافع الوحيد عن بوابة الأمة العربية بحسب وصف الحزب الحاكم حينها ! خمسة وثلاثون عاما بالتمام والكمال انقضت وحتى اللحظة لم نعرف أين تلك الموازنات ذهبت وكيف تحولت الى سلاح سيملئ أرض العراق بعد التحرير الأمريكي وتشكيل العراق الديمقراطي الفيديرالي الحديث !

ولربما الحالة من الاساس الأول وان اختلفت وتناقضت بفكرة الحكم نحو تطلعات الشعب لقادم افضل هي الأخرى لم تكن الأفضل وبكل الاحوال وفق نظرية الدستور الجديد التي اكدت أحقية الشعب العراقي بنفطه ! لكنها واقعا ووقعا لم تختلف عن الموازنات المبهمة الأخرى طوال التي سبقتها من الأعوام مع مراعاة شكلية الديمقراطية من حيث الفكرة ليس الا بالسماح للشعب للاستماع عن لغة الأرقام !!!

فمنذ عام 2005 وحكومات الاربع اعوام في العراق تتهم بعضها بهدر المال العام ! موازنات انفجارية يتحدث عن نواب البرلمان وحقيقة واحدة تقر ان الموازنة خاوية في فترة حكم السلطة اللاحقة في البلاد !!!

بلد نفطي واقتصاد ريعي وشعب شتته الحروب وارقام موازنات تتحدث عن غد افضل لا اكثر ! تلك هي الحالة الواضحة من الحديث المبهم طوال الخمسين عام ... مابين تأميم للنفط أو هدر للمال العام او مابين دكتاتورية حروب خارجية او ديمقراطية خلافات داخلية . لا شيء يختلف عن الحالتين سوى التسميات .... أقرت موازنة الثلاث سنوات للأعوام 2023 و2024و 2025 بعد فصل ومشاهد تحدثت عن قبول وعن خلافات صادق الجميع على الموازنة العراقية ومازال عنصر المباغتة قادم طالما ان المكنون في جوهره يخضع لمفهوم المفاجئة في بلد قدر له أن يطفو على بحر من البترول ونسبة البطالة والفقر فيه تفوق حجم البترول وحجم الخلافات فيه تحترق كلما ذكر البترول ! وتقر حكوماته بأحقية ملكية الشعب لعائداته النفطية على الأقل من باب الانصاف لتريد ذات الشعارات لا اكثر !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند محمود شوقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/20



كتابة تعليق لموضوع : أين موازنات العراق منذ نصف قرن !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2023/06/21 .

لا يكفي السؤال من دون محاسبة. من اضعف الأمور ان تسأل ولا تتابع وتتابع ولا تحاسب. اصوات مخلصة كثيرة ضاعت في أودية التجاهل وتلاشت في أروقة السياسة التي عودة نفسها على اللاابالية .
منذ ان سقط صدام تكالب الجميع على هدم الوطن وسرقته وإضعافه في اضعف الأحوال، وهذا الفعل إما لصالح جيوب الطبقة الفاسدة أو لصالح أسيادهم الأمريكان والخليجيين ممن امطر على الفاسدين حقائب المال لشراء ما تبقى من شرف عند الفاسدين.
الساسة الكرد يُهددون بالانفصال ويقومون بتخدير الشعب الكردي بهذا الحلم البعيد المنال لو نظرنا إلى محيط كردستان.
الساسة السنة يهددون المنطقة الغربية برمتها بحكم الشيعة وان الشيعة سوف يفعلون ويفعلون بالسنة، لكي يستمروا بالنهب والسلب خصوصا أموال الإعمار.
الساسة الشيعة يُهددون الشيعة بعودة حزب البعث ويقومون بتخويف الشيعة من هذا البعبع الذي انطمر في مزابل التاريخ، وبهذه الأساليب يُمعنون اكثر واكثر في تصفية الأموال وبناء مستقبل في حال تعرضوا لمؤامرة او طردهم الفشل، فهم معارضة وسيبقون معارضة.
الحكم صوريا بيد الشيعة ولكنه في واقع الحال بيد أمريكا والخليج واهل السنة والكرد. لقد سمعنا عجيجا وضجيجا وصياحا طيلة هذه السنوات التي أعقبت هلاك الطاغية ولكننا لم نر تنفيذا ، الجميع يحاربون الفساد ولكننا لم نر فاسدا خلف القضبان ، وإذا تم القاء القبض على فاسد فسيكون في فندق خمس نجوم وليس في سجن. ثم يُطلق سراحه، او يتم تهريبه، لأن الباقي من الساسة يخشون ان يفضحهم هذا الفاسد لأنهم شركائه.
أعوذ بالله من غضب الله ، وأعوذ بالله من موت القلوب. (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). اللهم عليك بالفاسدين الخونة المجرمين، وافلق هامهم كما فلقت البحر لموسى .
قال النبي صلى الله عليه وآله: قال لي جبرئيل: ألا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى عليه السلام حين انفلق له البحر؟ قال: قلت: بلى، قال: قل: اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وبك المستغاث، وأنت المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net