اسس اصطفاء الافراد والجماعات في القرآن الكريم الحلقة التاسعة
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري

اصطفاء آل محمد (عليهم السلام) الخصائص والادوار2
وقد اخبر القرآن الكريم ان المجتمع المسلم سيجري على ماجرت عليه الأمم الأخرى وانه غير متميز عن المجتمعات التي عاصرت الانبياء قبله، ولحفظ هذه الحقيقة للأجيال ذكر القرآن الكريم العديد من الاحداث التي حصلت في ايام النبي (صلى الله عليه واله)، منها قضية مسجد الضرار الذي كان الهدف من تأسيسه القاء الفتنة واضلال المسلمين
﴿ والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون﴾
ومنها حديث الافك
﴿ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم﴾
الذي استهدفت فيه عائلة النبي (صلى الله عليه واله) وقد اختلف في من التي استهدفت من نساءه (صلى الله عليه واله) فذهب بعض الى انها السيدة مارية القبطية (رضوان الله عليها)، وذهب آخرون الى انها ام المؤمنين عائشة، والأقرب الى الصحة ان التي استهدفت كانت السيدة مارية القبطية (رضوان الله عليها) وقد أكد القرآن ان الذين جاءوا بالأفك عصبة منكم اي من المسلمين المعاصرين للنبي (صلى الله عليه واله) ولم يصفهم القرآن بأنهم ممن مردوا على النفاق، وكذلك وصف القرآن الكريم بعض أهل المدينة ممن عاصر النبي (صلى الله عليه واله) انهم ممن مردوا على النفاق
﴿وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم﴾
فيما صنف القرآن الكريم قسم آخر من المسلمين المعاصرين للنبي (صلى الله عليه واله) بأنهم من أهل المعاصي الا انهم يعصون ويتوبون
﴿وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم﴾
وانزل فيهم سورة كاملة سميت سورة المنافقين، وتحدث القرآن الكريم عن تظاهر بعض نساء النبي (صلى الله عليه واله) عليه، ، وتحدث عن افشاء بعض نساء النبي السر الذي اخبرها النبي (صلى الله عليه واله)، وعلى الرغم من التوصيات الالهية في الكتاب العزيز لنساء النبي (صلى الله عليه واله) الا انه في مورد الآية اخبر ان في نساء المسلمين من هن خير منهن فلو طلقهن رسول الله (صلى الله عليه واله) لأبدله الله تعالى خيراً منهم وذكر الصفات التي تتحلى بها البدائل، وقد قرر الكتاب العزيز تلك الوقائع في بعض آياته الكريمة في سورة التحريم:
﴿وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ֍ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ֍ عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً﴾
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat