اسس اصطفاء الافراد والجماعات في القرآن الكريم (الحلقة الاولى)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري

اصطفى الله تعالى بعض خلقه دون البعض الآخر، وقد نص القرآن الكريم على هذا الاصطفاء في مواضع متعددة من السور الكريمة، ومن اصرحها قوله تعالى:
﴿ان الله اصطفى ادم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين﴾
فالآية الشريفة نص صريح في اصطفاء الافراد (ادم ونوحاً) والجماعات (آل ابراهيم وآل عمران) ثم عرجت آيات السورة الشريفة على مريم (عليها السلام) فقال تبارك اسمه :
﴿واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين﴾
فهذه الاية الشريفة تدل على الاصطفاء الفردي في النساء، بعد ان دلت الاية المتقدمة على اصطفاء الفرد والجماعة في الرجال.
تقسيم المجتمع في القرآن الكريم
تدل آيات سورة البقرة على تقسيم المجتمع الى ثلاثة اقسام:
1. مجتمع التقوى، ودل عليه قوله تعالى:
﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين﴾
2. مجتمع الكفر، ودل عليه قوله تعالى
﴿ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون﴾
3. مجتمع النفاق
﴿ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ֍ يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون﴾
فمن التقسيم القرآني للمجتمع يتضح ان المصطفين خارجين عن المجتمعات الثلاث، لانهم الاسوة الحسنة والقدوة الدالة على الله تعالى، وان اتسام المجتمع باحد الصفات الثلاث انما هو فرع اطاعته للمصطفين واتباعه اياهم، سواء كان المصطفون افراداً كما في آدم ونوح وإدريس وهود وصالح (عليهم السلام)، او كانوا جماعة كما في آل إبراهيم وآل عمران وآل محمد (عليهم السلام).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat