الحرية بين الافراط والتفريط
ميس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ميس الخفاجي

للحرية معنى نبيل وقيمة عظيمة فلا تكتمل متطلبات استقرار الشخصية الانسانية نفسياً ووجدانياً من دونها، ومن نعم الله عز وجل على البشر أن منحهم الحرية حتى في اعتناق الاديان التي جاءت بها الرسل، يقول الله تعالى: " لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ويقول ايضاً: " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
ولذا امر الله تعالى بالحكمة والموعظة في الدعوة اليه، وجعل الابلاغ دون الزام بالاتباع هو نهاية مهام الرسل، فقال سبحانه: " ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن".
والانسان حر مخير فيما يفعله خيراً كان او شراً، غاية الامر ان عليه تحمل نتيجة اختياره، فان اختار فعل الخير اثيب عليه، وان اختار فعل الشر عوقب على فعله.
ولاسلطان لانسان على آخر ما لم يضر غيره ولم ينتهك حرمة المجتمع بأفعاله، وهو حر فيما يحب او يكره، لكن دون ان يكون ذلك مدعاة للفجر في الخصومة او سبباً في ظلم الناس وسلبهم حقوقهم.
المرء اذاً حر فيما يختار، لكن تلك الحرية الفردية التي اقرتها الشريعة الاسلامية وكفلتها للجميع حرية منضبطة بضوابط شرعية وعرفية، تجعل منها حرية ايجابية وليست سلبية، فلا حرية مطلقة،بل هي حرية مقيدة تقف عند حدود حرية الاخرين.
نلاحظ في الاونة الاخيرة أن البعض يعيش فوضى في مفهوم الحرية، ويتجاوز الحدود الشرعية والاخلاقية تبجحاً بمفهوم " الحرية"
فنلاحظ سلوكيات البعض سواء رب الاسرة او ربة الاسرة او شباب او فتيات في عدم احترام الجار وازعاج المارة وتعمد ارتداء ثياب خادشة للحياء في الاماكن العامة و رفع صوت الراديو في الشارع والتعدي على الممتلكات العامة وعلى الاخرين بحجة " أنا حر" وكثيرا مايصدفنا هذا السلوك الخاطئ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat