كتابات عن الامام جعفر الصادق عليه السلام (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

سُئل الامام ابو حنيفة النعمان: من أفقه من رأيت؟ فأجاب قائلاً: (جعفر بن محمد، لمَّا أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمد، فهيّء له مسائلك الشداد، فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليَّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر الصادق ما لم يدخلن لأبي جعفر المنصور، فسلمت عليه فأومأ إليّ فجلست، ثم التفتّ إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة، فقال: نعم أعرفه. ثم التفتّ إليَّ فقال: ألقِ على أبي عبد الله من مسائلك، فجعلت ألقي عليه ويجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا، وربما تابعهم، وربما خالفنا جميعاً، حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخلّ منها بشيء) ثم قال أبو حنيفة: (أليس قد روينا: أعلم الناس، أعلمهم باختلاف الناس؟).
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى أُمِ حَمِيدَةَ أُعَزِّيهَا بِـأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فَبَكَتْ وَبَكَيْتُ لِبُكَائِهَا، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عِنْدَ الْمَوْتِ لَرَأَيْتَ عَجَباً فَتَحَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اجْمَعُوا إِلَيَّ كُلَّ مَنْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ قَالَتْ: فَمَا تَرَكْنَا أَحَداً إِلَّا جَمَعْنَاهُ قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِـالصَّلَاةِ). وعَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ قَالَ: (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا يَا بَشِيرُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ احْتَاجَ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِمْ أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ، وَهُوَ لَا يَعْلَمُ).
من وصايا الامام الصادق عليه السلام أَنَّهُ أَوْصَى قَوْماً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: (اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هَذَا لِلَّهِ وَ لَا تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ لَهُ، وَ مَا كَانَ لِلنَّاسِ فَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ، وَ لَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ بِدِينِكُمُ فَإِنَّ الْخُصُومَةَ مَمْرَضَةٌ لِلْقَلْبِ، إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ يَا مُحَمَّدُ "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" (القصص 56)، وَ قَالَ: "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس 99)، ذَرُوا النَّاسَ فَإِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا مِنَ النَّاسِ وَ إِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَ مِنْ عَلِيٍّ صلوات الله عليه وَ مِنَّا. سَمِعْتُ أَبِي رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ: (إِذَا كُتِبَ عَلَى عَبْدٍ دُخُولُ هَذَا الْأَمْرِ كَانَ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّائِرِ إِلَى وَكْرِهِ)). ثُمَّ قَالَ عليه السَّلام: (مَنِ اتَّقَى مِنْكُمْ وَ أَصْلَحَ فَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ). قِيلَ لَهُ: مِنْكُمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: (نَعَمْ مِنَّا، أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" (المائدة 51)، وَ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ عليه السَّلام: "فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي" (ابراهيم 36)).
جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي للشيخ باقر شريف القرشي عن احاديث الامام الصادق في الدعاء: أشاد الامام الصادق عليهالسلام بفضل الدعاء ، وأهاب بالمسلمين أن لا يتركوه في جميع أمورهم، صغيرها وكبيرها، وأن يكونوا على اتصال دائم بالله، الذي بيده جميع مجريات الاحداث ، وكان من بعض ما قاله فيه: أ ـ : قال عليه السلام (عليكم بالدعاء، فإنكم لا تقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها ، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار). ب ـ واوصى الامام عليه السلام، صاحبه ميسر بن عبد العزيز، بملازمة الدعاء في جميع الاحوال، قال له : (يا ميسر ادع، ولا تقل إن الامر قد فرغ منه، أن عند الله عزوجل، منزلة لا تنال إلا بمسألة، ولو أن عبدا سد فاه، ولم يسأل، لم يعط شيئا، فسل تعط، يا ميسر، إنه ليس من باب يقرع، إلا يوشك أن يفتح لصاحبه). إن الامام عليه السلام اراد من الانسان المسلم، أن يرتبط بخالقه، في جميع شوؤنه وأحواله، فبيده تعالى، العطاء والحرمان، ومن فاز بالاتصال به فقد فاز بخير عميم. الدعاء عبادة: واعتبر الامام الصادق عليه السلام، الدعاء ضربا من ضروب العبادة ، ونوعا من أنواعها فقال: (الدعاء هو العبادة، التي قال الله عزوجل "إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي" (غافر 60)، أدع الله عزوجل، ولا تقل، إن الامر قد فرغ منه، فان الدعاء هو العبادة). وعلق الفقيه الكبير زرارة على الجملة الاخيرة، من كلام الامام. قال: إنما يعني لا يمنعك ايمانك بالقضاء والقدر، أن تبالغ بالدعاء، وتجهد فيه.
جاء في اصول الكافي من أقوال الامام جعفر الصادق عليه السلام: تكملة للحلقة السابقة من أقوال الامام جعفر الصادق عليه السلام: (اصبروا علي الدنيا فإنما هي ساعة فما مضي منه فلا تجد له ألما و سرورا و ما لم يجئ فلا تدري ما هو ؟ و إنما هي ساعتك التي أنت فيها فاصبر فيها علي طاعة الله و اصبر فيها عن معصية الله)، و (المسجون من سجنته ديناه عن آخرته)، و (قال أميرالمؤمنين: أحب الاعمال الي الله عز و جل في الارض الدعاء و أفضل العبادة العفاف)، و (قال رسول الله صلي الله عليه و آله الدعاء سلاح المؤمن و عمود الدين و نور السماوات و الارض)، و (ان الدعاء يرد القضاء و قد نزل من السماء و قد أبرم إبراما)، و (عليك بالدعاء فإنه شفاء من كل داء)، و (اذا دعوت فظن أن حاجتك بالباب)، و (إن الله عز و جل يستجيب دعاء بظهر قلب قاس)، و (إن الله عز و جل كره إلحاح الناس بعضهم علي بعض في المسألة و أحب ذلك لنفسه)، و (اطلبوا الدعاء في أربع ساعات: عند هبوب الرياح و زوال الأفياء و نزول المطر و اول قطرة من دم القتيل المؤمن فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الأشياء)، و (يستجاب الدعاء في أربعة مواطن: في الوتر و بعد الفجر و بعد الظهر و بعد المغرب)، و (اذا رق أحدكم فليدع، فإن القلب يرق حتي يخلص)، و (قال رسول الله: خير وقت دعوتم الله عز و جل فيه الأسحار)، و (ما من عين إو هي باكية يوم القيامة إعينا بكت من خوف الله)، و (كل عين باكية يوم القيامة إثلاثة: عين غضت عن محارم الله و عين سهرت في طاعة الله و عين بكت في جوف الليل من خشية الله)، و (اذا اردت ان تدعو فمجد الله عز و جل و أحمده و سبحه و هلله و أثن عليه و صل علي محمد النبي و آله، ثم سل تعط)، و (من سره أن يستجاب له دعوته فليطب مكسبه).
جاء في الموسوعة الحرة ويكبيديا وهي من مصادر العامة عن جعفر الصادق: مكانته العلمية: عُرف عن الإمام الصادق اطّلاعه الواسع وعلمه الغزير، حيث شهد له بذلك الأكابر من العلماء، منهم تلميذه الإمام أبو حنيفة حيث نوّه بعلم أستاذه الإمام جعفر الصادق ومقدار فضله. عاش الإمام الصادق في فترة حاسمة جداً من الناحية السياسية، وهي الفترة التي تلت سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية وعادة ما تعطي الدولة الجديدة هامشاً كبيراً من الحرية والتحرك، ولذا بدأ الإمام الصادق بتأسيس نواة علمية ووضع أركان مدرسته الكبرى التي خرّجت الآلاف من الطلاب والعلماء، حتى قال الحسن الوشّاء عند مروره بمسجد الكوفة: أدركت في هذا المسجد 900 شيخ كلهم يقول: (حدثني جعفر بن محمد)، مع العلم أن بين الكوفة والمدينة التي كانت معقل الإمام الصادق مسافة شاسعة وهذا يدل على مدى التأثير العلمي الذي أحدثه الإمام جعفر الصادق في ربوع العالم الإسلامي. وهكذا فحينما ارتفع الضغط الذي كان يمارسه الأمويون على مدرسة الإمام بدأ الطلاب يتوافدون على مدرسته من كل حدبٍ وصوبٍ، ينقل. وقد كتبت أقلام كثيرة حول علم الإمام الصادق، وخصّصت كتباً وفصولاً حول ذلك. ويدخل في هذا السياق مناظراته العلمية والدينية التي دلّت على علمٍ جمٍ وفضلٍ غزيرٍ، فقد كان للإمام جعفر الصادق كثير من المناظرات مع العلماء وغيرهم في الدين والعلوم الإنسانية المختلفة، وقد اتّبع الإمام الصادق منهجاً منطقياً تسلسلياً في المناظرة والنقاش وهو أسلوب علمي يُبرز مكانته العلمية وقدرته على استحضار كافة جوانب الموضوع وحضور البديهة في الرد، وكان من الطبيعي أن يتعرض شخص بهذا المستوى الكبير من الفهم والعلم والمكانة لأسئلة المستفسرين وإنكار الملحدين ومكابرة كثير من الفئات المتأثرة بالعلوم المستقدمة من هنا وهناك.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: مراحل حياته: يُمكن تقسيم حياة الإمام الصادق عليه السلام إلى عصرين، وهما: عصر ما قبل إمامته: لقد عاصر الإمام الصادق عليه السلام في هذه المرحلة من الحُكّام كل من: الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن الوليد، وهشام بن عبد الملك، وينقسم إلى مرحلتين: المرحلة الأولى: حياته مع جدّه وأبيه عليهم السلام (83 - 95هـ). المرحلة الثانية: حياته مع أبيه الباقرعليهما السلام (95 - 114هـ). عصر إمامته: وينقسم هذا العصر إلى مرحلتين: المرحلة الأولى: فترة إنهيار الدولة الأُمويّة حتى اُفولها (132 - 144 هـ). عاصر عليه السلام في هذه المرحلة هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد المعروف بـالناقص، ثم أخيه إبراهيم بن الوليد، ثم مروان بن محمد المعروف بـمروان الحمار آخر ملوك الدولة الامويّة التي عاثت في الأرض فسادا. المرحلة الثانية: فترة تأسيس الدولة العباسيّة حتى استشهاده عليه السلام (132 - 148هـ). عاصر عليه السلام في هذه المرحلة السفاح، وأبي جعفر المنصور، واستشهد عليه السلام مسموما في حكم المنصور العباسي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat