إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

قال الله تعالى "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" ﴿الأنبياء 90﴾ خاشعين اسم، خَاشِعِينَ: متذللين، خاضعين، خائفين، فاستجبنا له دعاءه ووهبنا له على الكبر ابنه يحيى، وجعلنا زوجته صالحة في أخلاقها وصالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرًا، إنهم كانوا يبادرون إلى كل خير، ويدعوننا راغبين فيما عندنا، خائفين من عقوبتنا، وكانوا لنا خاضعين متواضعين. جاء في حديث عن الرّسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم حين شاهد رجلا يلهو بلحيته و هو يصلّي قوله: (أمّا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه).اشارة منه صلى اللّه عليه و آله و سلّم إلى أنّ الخشوع الباطني يؤثّر في ظاهر الإنسان. جاء في معاني القرآن الكريم: خشع الخشوع: الضراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح. والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب.
عن الترغيب والترهيب جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: "نصرف الآيات" (الانعام 46) (الانعام 65) (الانعام 105) (الاعراف 57) أي نكررها تارة من جهة المقدمات العقلية، وتارة من جهة الترغيب والترهيب، وتارة من جهة التنبيه والتذكير بأحوال المتقدمين.
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنهُ قَالَ: (لَا يَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوباً حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ) و (عليكم بالدّعاء فإنّكم لا تقرّبون إلى الله بمثله). رُوِيَ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنَّهُ قَالَ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتُهُ فَلْيُطِبْ مَكْسَبَهُ). عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: (أفضل العبادة الدّعاء) و (الدّعاء مخ العبادة، ولا يهلك مع الدّعاء أحد).
ذكر المصنف: دليل كون الرغبة والرهبة والخشوع عبادات لا يجوز صرفها لغير الله تعالى، وهو قوله تعالى"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" (الانبياء 95)، ووجه الاستدلال من الآية: أن الله جل وعلا أثنى على الأنبياء والمرسلين الذين ذكرهم في سورة الأنبياء بأنهم يدعونه راغبين راهبين، ويكون مع الدعاء خشوع القلب والأبصار والسمع، والدعاء هنا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة.
جاء في كتاب مصباح المنهاج / الطهارة للسيد محمد سعيد الحكيم: بما دل على الامر بالمسارعة للخير من الآيات "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة 148) و "وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ" (ال عمران 114) و "يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ" (المائدة 48) و "يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ" (الانبياء 90) و "ُيسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ" (المؤمنون 61) و (الحديد 21).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat