وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً" ما المقصود بالازواج الثلاثة في سورة الواقعة؟ (ح 1)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

قال الله سبحانه وتعالى "وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً" (الواقعة 7) الازواج ليس فقط الذكر والانثى ولو انها احد مصاديقها ولكنها تعني التشابه مثلا التشابه بالاخلاق والافكار "مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْن" (هود 40)، و "مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" (ق 7) والازواج الثلاثة اي ثلاثة انواع او اقسام عامة متشابهة مثل قسم أهل الجنة. القسم الاول "فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ" (الواقعة 8) الميمنة من اليمن بمعنى الخير الكثير والبركة أو بمعنى السرور والبهجة اي اصحاب السعادة والمسرة. و "مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ" بمعنى قمة السعادة وهم من المحظوظين. "وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ" (الواقعة 9) المشأمة من الشؤوم وهم غاية في التعاسة. "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ" (الواقعة 10) ولو ان هنالك مشتركات بين السابقون وأصحاب اليمين ولكن السابقون الذين سبقوا بالايمان والتقوى والاخلاص والعمل الصالح. ومن مصداق السابقون النبي محمد والامام علي عليهما السلام. عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عز وجل "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)" (الواقعة 10-12) فقال: قال لي جبرئيل عليه السلام: ذاك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة المقربون من الله بكرامته لهم.
بين العالم السيد سامي البدري عن قوله تعالى "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14)" (الواقعة 10-14) الزوج هو الصنف. والاولون هم الاقوام قبل النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، والسابقون هم المتقدمون على الاخرين. والثلة اي الجماعة الكثيرة من الاولين. والاخرين هم القلة الذين اتبعوا النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم. وهؤلاء الجماعة الكثيرة كانوا الاغلب يصلون "مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ" (المدثر 42) المصلي هنا ليس مصلي الصلاة المعروفة انما كلمة صلى اي تتبع الاثر نقول صلى السلاح طلقة تبعت اثر اخرى كما جاء في التفسير. بتعبير اخر لم يتبعوا اثر السنة النبوية وهو اقتفاء اثر السابقين في سورة الواقعة فهؤلاء وان كانوا مسلمين في الدنيا ولكنهم يذهبون الى سقر في الاخرة.
قوله تبارك وتعالى "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ" (الواقعة 10) وقد ورد ان السباق ثلاثة ففي رواية عن ابن عباس قال: (سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب ياسين إلى عيسى وسبق علي إلى محمّد). وفي حديث آخر من السابقون السابقون أربعة ابن آدم المقتول وسابق اُمّة موسى عليه السلام وهو مؤمن آل فرعون وسابق اُمّة عيسى وهو حبيب النجّار والسابق في اُمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو علي بن أبي طالب عليه السلام.
تتصف اعمال اصحاب الميمنة "فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ" (الواقعة 8) باعطاء حق الفقراء والمساكين والايتام وعدم البخل حيث الاعمال هي التي تدخل الجنة اما الصلاة والصوم والعبادات الاخرى هي التدريب للدخول بهذه الاعمال، وهكذا الاخلاق هو العمل الذي لا تقبل عبادة الصيام لمن لا اخلاق له، والذي لا يرحم لا تقبل منه قراءة القرآن.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat