التسويق الاسود: Black Marketing   
محمد العياشي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عندما وصل انتشار فيروس كورونا الى أوجه خلال السنتين الماضيتين وتزايد الإقبال على شراء المعقمات وأقنعة الوجه لاحظ أغلبنا أنّ العديد من هذه المنتجات قد كانت مغشوشة، بما فيها تلك التي تباع في الصيدليات. ما حدث خلال تلك الفترة كان شكلاً من أشكال التسويق الأسود، فما المقصود به؟

هو عملية بيع وشراء السلع والمنتجات غير المشروعة ذات الضريبة العالية أو سلع غير موجودة محلياً ولا يخضع للضريبة، ويقوم هذا النوع من التسويق على ركائز واهداف مشتركة بين العميل والمؤسسات الإنتاجية لهذه السلع لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم لتحقيق الربح، ويتم هذا النوع من التسويق بطرق غير مشروعة وقانونية ويحتسب لصالح الفرد شخصياً على حساب المجتمع، ويحقق الاشخاص الذين يمتهنون هذا النوع من التسويق أرباح مادية فقط، ويتم بسرية تامة لأن قوانين اي دولة تمنعه.
وللتسويق الاسود اسباب منها كثرة الحروب التي تخوضها الدولة، مما يؤدي الى ارتفاع اسعار السلع الرئيسية مما يشجع بعض التجار والاشخاص على بيعها بأعلى من سعرها الحقيقي بعيداً عن رقابة اجهزة الدولة. والسبب الاخر هو القوانين واللوائح التي تفرضها الدولة ضد بعض السلع كالكحول والمخدرات والاسلحة النارية، والسبب الأخير هو العوامل النفسية والتي تعمد فيها الشركات الى التلاعب بالأسعار للسلع والخدمات كعروض التخفيضات الوهمية.
ونلحظ أنَ التسويق الاسود له الكثير من الاهداف اهمها:
1-    زيادة الارباح ورعاية المصلحة الشخصية دون الاهتمام بفائدة المجتمع.
2-    لا يلتزم بأنظمة الضرائب التي ترسمها الدولة على البضائع ويلجا الى التهريب.
3-    لا يلتزم بالقانون.
4-    قد يتعامل مع منظمات إرهابية وشركات وهمية.
5-    اهم امر في التعامل يكون على سرية لأن كشفه يؤدي الى عقوبات قانونية للقائمين به.
الخداع التسويقي:
الخداع التسويقي للزبائن يتم من خلال استخدام جملة من التقنيات المبهرة والمخادعة والتي تقوم على استغفال المواطن لتحقيق اهداف التسويق ومنها التلاعب بأسعار السلع للإيحاء بان سعرها اقل من سعرها الحقيقي، وهذا ما نراه في السوق عندما يقوم التاجر بالشطب على السعر الوهمي واضافه السعر الحقيقي على السلعة لإيهام المشتري بان هنالك تخفيض على السلعة.
هناك اقتصاديات يقوم بخدمتها التسويق الاسود وهي:
•    الاقتصاد الغير قانوني ويشمل التجار والمخدرات والأسلحة والبغاء، وكذلك عملية غسيل الاموال وبيع السلع بأقل من سعرها القانوني في السوق.
•    الاقتصاد الغير مبلغ عنه ويشمل التهرب الضرائبي والجمركي.
•    الاقتصاد الغير مسجل داخل البلدان التي تمر بمرحله الانتقالية وتقدير حجم الاقتصاد المسجل
•    الاقتصاد الغير رسمي وهو التحايل وعدم التسجيل للعديد من الانشطة ومنها الترخيص التجاري وعقود العمل والائتمان المالي والاضرار لأنه جزء من اقتصاد لا يخضع لضريبة.
وللحد من التسويق الاسود في الدولة نرى الاتي:
-    ضرورة اصدار القوانين والتشريعات العقابية والرقابية الرادعة من قبل الدولة والتي تحد من عمليات غسيل الاموال والتجارة الغير مشروعة، لحماية المواطنين في هذه الدول من عمليات البيع غير القانونية لهم.
-    ضرورة تطوير الاجهزة الرقابية لتستطيع الحد من عمليات التسويق غير القانونية للبضائع ومنع بيعها واهمها المخدرات والكحول والأسلحة النارية، فضلاً عن مراقبة عمل التجار واصحاب المحال ومحاسبتهم إذا قاموا ببيع السلع والمنتجات بغير سعرها القانوني الحقيقي.
-    تطوير عمل مؤسسات الدولة المالية لتواكب ما معمول به عالمياً في المجال الكمركي والضريبي، كون أن اهم عوامل تشجيع التسويق الاسود يعود الى ضعف هذه الاجهزة.
 

الموضوع السابق كل عام وانا أنتظر الاستثمار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat