إبن الأرض والتاريخ والحضارة..
حمزة الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حمزة الحسن

عندما حاول الشروكي الجنوبي البابلي السومري
إبن الأرض والتاريخ والحضارة
أن يكون مواطناً وسيداً مرات
أن يقلب نظام العزل والتراتبية
والفصل العنصري والطبقي واللغوي والاخلاقي،
ونظام الامتيازات، ويطالب بحصته المشروعة من الكرامة والحرية والثروة والماء والعدالة
خلقوا له هوية المتآمر من قبل من تآمروا عليه،
وهوية المأجور من قبل مأجورين،
وهوية المخرب من قبل من خرب كل شيء،
وهوية المندس من قبل مندسين في كل شيء،
ومنتحلين هوية البشر بعد أن قطعوا كل صلة بعالم الانسان كحال توأمه الكردي
لان عليه ان يبقى راعيا او فلاحا في مزارع الشيخ او الأغا
وفي كل دورة أيام ينقلب الشيخ الى رفيق أو العكس ولا يغادر السلطة في الحالتين
وليس من المستغرب ان كثيرا من شيوخ اليوم كانوا رفاقا بالامس لان نظام الدوقات والنبلاء العراقي ابدي كما ان نظام التمييز العرقي والثقافي والقانوني واللغوي والمناطقي حيث الشارع والحي السكني يحدد موقع وقيمة الانسان، ابدي ايضا.
القضية هذه، وغيرها، تتجاوز السياسة بكثير،
تتجاوز عنف هذه الأيام، تتجاوز قضية السلطة أيضاً،
لأنها قضية عطب مزمن في تاريخ مغلق، وثقافة منتجة من مدن الأفندية،
وعطب لغة، فكيف للجنوبي الخروج من الصريفة والكردي من الريح،
كرمز وهوية وتاريخ وتراتبية وذاكرة وصورة،
الى فضاء الحرية؟
كيف للضواحي أن تصبح مركزاً،
والهامشي سيداً، والهندي الأسمر يصبح مالك أرض
ومصير؟ وكيف يتنكر للصريفة والريح ويخرج الى فضاء الأمكنة ويزعزع طمأنينة السادة؟
من لم يعيش في صريفة لا يعرف
ماذا تعني أبداً، إنها أجمل من كل قصور العالم، ومن كل فنادق العالم،
وهي ذاكرة البشرية وخيالها وتاريخها حتى اليوم،
هناك أقدام ثقيلة ستخرج يوماً من الصريفة ومن قلب الريح ، كرمز ومعنى وهوية،
وتجول في طرقات الوطن، وتقلب نظام الأشياء من اللغة الى نظام العزل،
ومن الأقصاء الى الحضور، وتلك اللحظة ليست بعيدة،
واضحة وتعشي البصر:
لا ينقصنا الذكاء بل الخيال.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat