ليس العراق ملكا لأحد
كاظم فنجان الحمامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كاظم فنجان الحمامي

ليس العراق ملكا للمالكي وجماعته, ولا ملكا لعلاوي وبطانته, ولا ضيعة مجهولة المالك يلعب بها مسعود كيفما يشاء, ولم يكن كوكبا تائها في الأفق الشيعي, ولا وقفا من أوقاف السنة, ولم يكن في يوم من الأيام خاضعا لإرادة القوى الغاشمة, ولا تابعا لدولة ظالمة, فالعراق وطن الجميع, وبوابة الحضارة, ومرآة الإنسانية, وخزانة العلم, وقيثارة الفنون والآداب, ومثوى الأبطال, ودار الأئمة, ولا فضل لملوك الطوائف على أرضه ومياهه, مهما تكاثرت أعدادهم, وتشعبت أطماعهم, فهو وحده المهد الذي ولدت فيه السلالات البشرية كلها, وهو الذي كان له الفضل الأكبر على العالم كله, منذ العصور الحجرية الغابرة, وحتى زمن التقلبات السياسية المعاصرة, ويبقى العراق أقوم البلدان قبلة, وأعذبها دجلة, وأقدمها تفصيلا وجملة, لكنه وللأسف الشديد يمر هذه الأيام بما مرت به الأندلس على يد ملوك الطوائف, الذين انعدمت ثقتنا بهم لحد كبير, على الرغم من محاولات البعض لإخفاء أمرهم, وتجميل صورتهم, من باب التملق لهم, والخوف من بطشهم, كي لا تغرقه تياراتهم السياسية الهائجة, وتجرفه معها نحو الهاوية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat