صفحة الكاتب : فاروق الجنابي

الديمقراطية في العراق بين عمالة الليبراليون ودكتاتورية الاسلاميون
فاروق الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الديمقراطية ليست ديانة او كفرا ولاطائفة او قومية ولاشجاعة او جبن ولا(فخامة الرئيس ،ودولة الرئيس ،ومعالي الوزير ولاسماحة السيد ولا جناب الاغا )ولا من فروع الاحد الدامي والاربعاء الاسود والسبت المسبوت ،ولا صفقة وزارة الداخلية لاجهزة السونار( المشبوهه) ، ولاهي من صفقات الزيت الفاسد والشاي المسرطن لحساب وزارة التجارة (المقدسة) ولا صفقات العقود الوهمية لوزارة الكهرباء ولا صفقات الاسلحة المشبوهة والطائرات الورقية لحساب وزارة الدفاع ولامن مكائد المخبر السري ، لكنها هدف سامي وغاية منشودة فهي التي تمنح الحياة العصرية آفاقا تأملية وتعطيها سبغة التمدن في نظرية الحكم والسلطة والادارة العامة ، لذلك لايمكن ان تستوقفها عبثيات السلوك الفردي المشخصن المنبعث من الرجعية في المفاهيم والقيم ، فرغم تعدد وجوهها لكنها لايمكن ان تختزل او تتقوقع ضمن الاطار الجامد الذي لايمكن ان يتمدد وفق سقوف التطور في اقصى مدياتهالثقافية والعلمية والادبية والتقنية وغيرها من طرق المعرفة 0 فالديمقراطية اصبحت اليوم من الضرورات المهمة والتي يتوجب تحقيقها كونها تعتبر احد اهم مفاهيم الحداثة التي تواكب العصر 0 وبمقارنة بسيطة بين المعنى الواقعي لمفهوم الديمقراطية في الدول المتحضرة التي يكون الانسان فيها هو الهدف السامي وبين الديمقراطية الناشئة في مجتمعاتنا التي تدور في فلك الاطارات التقليدية المعبرة عن ذاتية المجتمعات ( كاطار الانظمة الاسلامية او اطار الانظمة القومية )،فولادة انظمة حكم ضمن هذه المفاهيم وهذه السقوف غالبا مانراها تعمل وفق شعار ( اما معنا او علينا ) حيث لايوجد ضمن ادبياتها او فلسفتها خيارآ ثالثا او حلا وسطا، لذلك نراها قد وضعت لذاتها شرعنة الولاية المطلقة لحدود الصلاحيات ضمن اطارها المجتمعي اذا ما حاولت التمدد على الغير بحجج تلبسها جلباب القدسية لتبرر افعالها غير آبهة بما حولها سواء من مجتمعاتها او محيطها الخارجي ، فهي غالبا ما تنتهج فكرا راديكاليا تجاه  المفاهيم التي تتعارض مع ادبياتها واجندتها التي تقوقعت في اطارها ، ومن بين المفاهيم التي لاتعتمده في مساراتها مفهوم الديمقراطية فهي تحاول بكل السبل المتاحة لها الغائه كفكر من ذهنية عامة الناس باعتباره وحسب وصفها انه افة ستفتك بالموروث المجتمعي المنبعث من الاعراف المتواترة في المجتمعات المحافظة وبانها تتقاطع مع موروث العصبية القبلية المتجذرة بين تلك المجتمعات ، وانها احد وجوه الاستعمار والاستكبار الذي يبيح المحرمات الارثية ناهيك عن فكرة استعباد الشعوب وسلب ثروات الدول ومن مساوئها مس الكرامة وانحطاط المواطنة وكأن تلك الانظمة ( الاسلامية منها والقومية ) هي التي تحافظ على الدين وتحقق العدالة وتصون الكرامات وتحمي الحدود من الدنس وتساوي في الحقوق والواجبات وامينة على الارواح والاموال والقائمة تطول 00؟ ولكن بنظرة واقعية قد تجهلها تلك الانظمة او قد تتجاهلها ، فالاسلام هو الدين الذي تكفل الله بحمايته وحفظه ، والناس في اسواره متساوون منذ النشأة والتكوين وفي الحقوق والواجبات لايختلفون الا بادوات السلوك ومكارم الاخلاق 0 فالحقوق والواجبات لم تكن وليدة الديمقراطية التي صنعتها الايادي والعقول البشرية ، لكنها انبثقت من المفهوم الوجداني والروحي للرسالات السماوية ، وكذلك وردت في اغلب النصوص القرآنية والشريعة الاسلامية التي تدعوا الى العدل والمساواة بين الناس على اساس كلمة السواءالتي تجتمع عندها الانسانية  والاسلام هو احد اهم قوانين السماء الذي نظم الحياة ودعا الى التشاور بالامرواحترام الرأي والرأي الاخر في ادارة شؤون الدولة الاسلامية ، وتبين علميا انه الاجدر بادارة الحكم شريطة ان تكون صورة الحكم متجلية فيها اسمى مراتب العدل وفقا لشريعة السماء ، لذلك فالادارة بهذه النظرية لابد ان تتوافر فيها اركان الحكم ومجموعة الصفات بمن يتصدى لشرف المسؤولية منها ان يكون امينا على بيت المال (الميزانية العامة )وعادلا بالقصاص من الخصوم وان كان طرفا فيها، فالشعب لايحتاج حكومة تدعي انها تعمل بمباديء الاسلام ،وهي تسكن في المنطقة الخضراء (جنة الارض) و(فيها احلام العصافير) وغالبية الفقراء من شعبها تطاردهم في اماكن التجاوز وسراديب المقابرالتي لاتصلح للسكن البشري ، لايريد حكومة اصابتها تخمة الثراء الفاحش وشعبها لم يجد مايسد رمقه من شغف العيش ، ولايريد حكومة تقيم الحد على من ينتقدها ( بدون عطوه) ولاتسمح لمن يدلها على مواطن الخلل ، الشعب لايريدها حكومة الاسلام الشيعي او حكومة الاسلام السني او حكومةالاسلام الكردي او الاسلام الصفوي ، مثلما لايريدها حكومة العرب او حكومة الاكراد او حكومة الفرس او (حكومة سوق مريدي) او(حكومة البالات)  لكنه يريدها حكومة الاسلام المحمدي النابع من الوجدان الروحي الصادق الذي يرتقي الى قدسية السلوك والاهداف ، حكومة يكون المسيحي فيها آمن من جاره المسلم ، وحرياته وطقوسه مصانة والشيعي آمن عند جاره السني والكردي آمن عند جاره العربي 0والعكس صحيح ، والفقير لديه كرامة عند الغني  ،حكومة تقيم الحد على كبار القوم قبل صغارهم 0اما اذا وجدت تلك الحكومات انها تلتقي مع مفاهيم الاسلام المحمدي في حدود القشور الاسلامية وتلهث خلف رايات الجاه والسطة وحب الذات و(الفرهود) فعليها ان تتقي الله في عباد الله وان تتركهم مع الاصلح في ديمقراطية بعيدة عن فتاوى القتل العبثي والتكفيروالتهجيروالتفسيق ومصادرة الحريات، الشعب يحتاج الى حكومة اسلامية يلتقي فيها ثبات الموقف يسودها العدل وتكون غايتها رعاية الشعب رعاية غير منقوصة،علينا ان نستوقف الماضي من عجاف السنين وكيف كان السيد الشهيد الثاني رضوان الله عليه  الذي لم تسكته اصواط الخفافيش الضلامية 0 كان اخا للمسيح والصابئة في الخليقة وكان غاندي العراق في حبه للوطن كان كرديا تالمه مواجع العرب وعربيا تبكيه اهات الكرد،الرجل الذي لم تستهويه سيارات الدفع الرباعي ولا جحافل الحمايات الخاصة ذلك الرجل الذي تصدى للظلم ولم يكن يبتغي للجاه سبيلا ذلك هوالاسلام الحقيقي الناصع  فمن يدعي انه خرج من رحم الاسلام فكرا وعقيدة ويرغب باقامة دولة الاسلام العادل عليه ان يرى كيف كان ولاة الامر ،اما من يرغب بدولة مدنية تتساوى عباد الله فيها فليتخذ من الرمز الانساني موحد بلاد الهند المهاتما غاندي الذي تعلم الانتصار بمفاهيم الصبر من ثورة الحسين المحمدية وليتخذ من رمز التسامح الانساني  الذي ضرب اروع الامثلة في مكارم الاخلاق الرمز الافريقي المنبعث من الذاتية الانسانية في العفو نلسن مانديلا والى الرمز الوطني العراقي الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان مثالا للوطنية وكيف عفى عمن ظلمه واساء اليه 0 وكذلك عليه ان يستشهد بالشيخ المرحوم زايد بن سلطان الذي جعل الامارات منارة للاقتصاد العالمي وملتقى العلم والادب والثقافة 0 نتمنى ان يتجرد بعض الساسة الاسلاميون الجدد من جلباب الاكراه في الدين ودكتاتورية حب السلطة وان يترفعوا من اسقاط الاخر والاقتداء برسالة رسولنا الكريم محمد (ص)وآل بيته الاطهار واصحابه المنتجبين في اصلاح الارض وبناء الانسان لانه خليفة الله وان يترفعوا من الولاء للغير ودس السم بالعسل مثلما نتمنى ان يتجرد بعض الساسة الليبراليون من جلباب العمالة لدول الجوار وقوات الاحتلال والاجهزة المخابراتية التي لاتريد للعراق خيرا على حساب الوطن والبحث بجدية المواطنة للنهوض بالعراق ليكون محطة للتآخي وسورا للوحدةالوطنية  ولينعم الجميع بما ترتضيه المفاهيم الانسانية والاجتماعية واصول التعايش السلمي ليكون العراق مجتمعا تسوده اواصر الالفة والمودة ولتعود بغداد عاصمة الثقافة والسلم والسلام والله من وراء القصد                        


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاروق الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/03



كتابة تعليق لموضوع : الديمقراطية في العراق بين عمالة الليبراليون ودكتاتورية الاسلاميون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net