الصوم معرفة / ٨ ( ختامها مسك )
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

العبادات في الإسلام ليست عبادات رهبانية صوفية كما قد يتصور البعض بقدر ما هي جزء من نظام إسلامي تم تصميمه لأفضل وأسمى حياة على هذه الأرض والوصول الى مستوى واستحقاق خلافة الله فيها .
فهي عبادات روحية معرفية مهمتها تقرّب الإنسان من مبدأه وتجعله جزءاً من أنساق كونية غيبية تسير نحو تكاملها المرسوم لها.. من جهة .
ومن جهة أخرى هي جزء من اجراءات استعمار الأرض من قبل الإنسان .
قد نهتم كثيراً بالوظيفية الأولى، ونطمئن أن لها ثواباً آخروياً وأنها تورث القرب والمحبوبية الربانية، ولكن ليس بنفس القدر نهتم ونؤمن ونطمئن الى الوظيفة الثانية لهذه العبادات وأنها جزء من نظام حياة وأنها عبارة عن برنامج لسعادة البشرية ورفاهيتها ..
فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. فهي ذات وظيفة اجتماعية واضحة اذن ، والزكاة ذات وظيفة اقتصادية ، والجهاد وظيفة دفاعية .. وأما الصوم فهو العبادة التي تدعم كل العبادات الأخرى من خلال التقوى التي يوفرها عند الفرد ، والتقوى عبارة عن التزام دقيق بكل ما أمر ونهى الله تعالى .. وعندها يكون الصوم ذا وظائف اجتماعية واقتصادية ودفاعية .. الخ بالاضافة الى وظائفه القربية والغيبية الأخرى ..
قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الأعراف ٩٦
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat