البديعيات قصائد تقوم على ابداع النظم بغية المديح النبوي الشريف، بأساليب جمالية.
وقد نشأت هذه المدرسة مع صفي الدين الحلي حيث اطلق اسم البديعيات على هذا النوع من القصائد، وانتشرت كونها نتاج جمالي محصن بهوية عربية خالصة لذلك حرص على مجاراتها والنسيج على منوالها أكثر من سبعين شاعرا.
وفي هذه البديعية بارى سماحة الشيخ الصافي بديعية صفي الدين الحلي. هذه المخطوطة للشيخ عبد الرضا الصافي جاءت على غرار ما فعله الصفي الحلي حين أتخذ البحر البسيط وزنا، ونظم مجموعة من الفنون البلاغية. فقد تميزت حياة الشيخ أولا في انها عاصرت فترة حرجة من تأريخ المجتمع مكرسة لثقافة التحدي بالايمان وتنوع الحركة الفكرية جماليا، وقوة تفاعل العلم مع الادب، واستثمار الادب لصالح القيم الايمانية ومديح أهل البيت عليهم السلام والتركيز على ابراز عظمة دور الحسين عليه السلام و مدى تأثير خلوده على الاجيال. عمل الاستاذ السيد سلمان هادي آل طعمة على التعريف بسيرة هذا الشاعر الشهيد، فقد تخرج سماحة الشيخ الصافي من المدارس الدينية والحوزة العلمية، ودرس اللغة وأصبح استاذا في مدرسة الخطيب والمدرسة الحسينية والمدرسة الهندية وغيرها، وكان في كربلاء حراك أدبي كبير على يد الشعراء والمثقفين وحراك أدبي ملتزم على يد علماء كبار، وشاعرنا الشيخ الشهيد عبد الرضا الصافي يتمتع بمكانة مرموقة ومنزلة رفيعة في نفوسهم، ومن ميزاته انه حصل على وكالة من السيد محسن الحكيم قدس سره ووكالة من السيد المرجع الخوئي قدس سره، ومن ضمن مساعيه انه حول جامع العلقمي وجامع الحاج صالح عوز الى مجالس وعظ ومجالس وحوارات حول ادب ودراسة النهضة الحسينية، إضافة الى دروس في تجويد القرآن ودراسته، وبث روح الوعي والمسؤولية.
كانت خزائن كربلاء عامرة بالكتب وحركة التأليف كانت متواصلة رغم صعوبة الاصدار في بعض مراحل حياة الكتاب. وجاء تعريف شعرية الشيخ الصافي حسب تشخيص الاستاذ سلمان هادي آل طعمة بموهبته المبدعة وعطائه الغزير، الذي لا يقف عند حد فوصل من شعره مجموعة ضخمة، لم تزل مخطوطة ووصف الناقد آل طعمة شعرالشيخ الصافي بالمتانة والسبك والجمال والدقة في المعنى، آذ ان شعره يرقى الى مستوى الشعراء المبدعين، فحافظ على مقومات الشعر العربي واصوله وكان هدفه الرئيسي في حياته تسخير طاقته الشعرية لأهل البيت عليهم السلام،
علاوة على ذلك فقد كتب في الاغراض الاخرى من عتاب ورثاء ومديح، له بديعية على غرار بديعية البوصيري كما خمس امهات القصائد لدعبل الخزاعي وابي فراس ومحبة الفرزدق وتخميس الفية الشيخ عبد المحسن الحويزي المشهورة بغريدة البيان والبديعية في الامام الحسين بن علي عليه السلام على قصيدة تجمع اشتات البديع في مدح الامام الحسين وعدتها 22 بيتا للمرحوم الشهيد الصافي؛
(يا قاصد الطف طف في روضة الحرم .
.. واحرم كاحرام من قد حل بالحرم
فتلك روضة قدس قدست شرفا
ثوى بها سبط طه سيد الأمم
هو الموضع الذي قتل فيه الحسين بن علي عليه السلام وطف فعل أمر من الفعل طاف وروضة الحرم يريد بها داخل حرم الحسين المبارك (عليه السلام).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat