صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

معنى القداسة وما هو المقدس
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ظهر احد المعممين عاش في اوربا وتخلق بأخلاقهم ليعلن من احدى الشاشات الفضائية العراقية ان الغناء ليس حراما وانه يسمع بعض المطربين وعدد اسماءهم. ولما لم يرد عليه احد تجاسر على الثوابت الاسلامية من خلال كلامه { ان القداسة لا تشمل البشر انما مختصة بالله تعالى}.

وردا على هذا الراي الصادر من ثقافة مستوردة بعد الاحتلال كبقية المستحدثات التي يتحدث بها المشايخ الندنيون اود ان اهمس في ذهن هذا المتعملق بالثقافة الاسلامية الامريكية . ان القداسة هي حالة عامة لكل شيء مشرفً (ويتلقاها المتدينون انها كل ما يقربك لله تعالى) فهو مقدس وهذه الكلمة لا تنحصر في مكان او مسجد او شخص { يستحق الاحترام الروحي وفيه رهبة ملهمة تؤدي الى خشوع وتعطي الروح درجة من السمو.. مثلا زيارة قبر النبي او الامام علي عليهما السلام او المشي بين الحرمين في كربلاء يختلف من الناحية الروحية المشي في شارع عام او في حديقة . العامل الروحي يعطي هناك قدسية تقربك الى الله تعالى

نوجه الى الرواية التالية : الإمام الحُجّة{عج} يُبيّن لنا معنى قَولهِ تعالى: «فاخلعْ نَعليك إنّك بالواد المقدَّس طُوى» سأل سَعد الأشعري الإمام {عج}قال:(أخبرني يا ابنَ رسول الله عن أمْر اللهِ لنبيّه مُوسى "ع" «فاخلع نَعليك إنّك بالواد المقدَّس طُوى» فَإنَّ من فُقهاء الفريقين يزعمونَ أنّ نعليّ موسى كانتا مِن جِلد الميتة - فقال الإمام "ع": مَن قال ذلك فقد افترى على مُوسى واستجهلَ نُبوَّته، لأنّ الامر لا يخلو مِن خَطيئتين: إمّا أن تكونَ صلاةُ مُوسى في النعلين - جائزة أو غير جائزة، فإنْ كانتْ صلاتُهُ جائزةً جازَ لهُ لبسهما في تلكَ البقعة وإنْ كانتْ حتى لو كانت تِلك البقعة - مُقدَّسة فليستْ أقدس وأطهر مِن الصلاة، وإنْ كانتْ صَلاتُهُ غَيرُ جائزةٍ فيهما فقد اعتبروا مُوسى لا يعرفْ الحلال والحرام، وما عَلِمَ ما تَجوزُ فيهِ الصلاة وما لَم تَجزْ، وهذا كُفْر..فقال سعد للإمام: فأخبرني يا مَولاي عن تأويل المَعنى الحقيقي - فيهما قال "ع" :إنَّ مُوسى نَاجى ربَّهُ بالواد المُقدَّس فقال:يا ربِّ إنّي قد أخلصْتُ لكَ المَحبَّة وغَسلتُ قَلبي عَمّن سِواك. وكان موسى شَديدَ الحُبِّ لأهله. فقال الله تعالى: «اخلعْ نعليك» أي أنزعْ حُبَّ أهلكَ مِن قلبك إنْ كانتْ مَحبّتُكَ لي خالصة، اذن الواد المقدس هو حب الله . قول الله تَعالى لمُوسى (أنزعْ حُبَّ أهلكَ مِن قلبك إنْ كانتْ مَحبّتُكَ لي خالصة..) الله تعالى لا يُريد مِن مُوسى ولا مِن غيره أن لا يُحبّ أهله.. ولكن حُبّ الله وحُبّ أولياء الله شيء، وحُبّ الأهل وحُبّ الدُنيا شيءٌ آخر.يقول تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} هنا قداسة القلب حين يكون وعاء لحب الله ورسوله وال بيته{ع} ..والسلام عليكم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/12



كتابة تعليق لموضوع : معنى القداسة وما هو المقدس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net