مع الإمام المهدي في غيبته / ٤
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

لم يكن انقطاع الإمام الثاني عشر من ائمة أهل البيت ؏ عن دوره ووظيفته انقطاع المُعرض والمستقيل عمّا كُلّف به ، وإنما هو عبارة عن الانتقال من إسلوب الى إسلوب يتناسب مع المرحلة التي تمرّ بها الإمامة والأهداف المرسومة لها..
والتغيير والمناورة في إسلوب الإدارة والخلافة الشرعية ليس جديداً على القادة الإلهيين على طول خط التاريخ الديني والإسلامي ، ولهذا أشارت الروايات الى أنه تجري على المهدي سنن من كان قبله من الانبياء ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إن للقائم عليه السلام منا غيبة يطول أمدها ، فقلت له : ولم ذاك يا ابن رسول الله ؟ قال : إن الله عز وجل أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم وأنه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله عز وجل " لتركبن طبقا عن طبق " ) البحار ج٥٢ ص٩٠ .
وعن سعيد بن جبير قال : سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول : ( في القائم منا سنن من الأنبياء ( سنة من أبينا آدم عليه السلام ، و ) سنة من نوح ، وسنة من إبراهيم ، وسنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من أيوب ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم ، فأما (من آدم و) نوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأما من موسى ، فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه ، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالخروج بالسيف ) . كمال الدين وتمام النعمة ص٣٥٠
فهو صلوات الله عليه حجة الله على خلقه ، ولولا وجوده المبارك لساخت الأرض بأهلها كما ورد في الخبر ، وله مهام يقوم بها ولكن ضمن ظروف واجراءات الغيبة ، سواء ما يتعلق بالشؤون العامّة أو لخاصة شيعته ، فمن توقيع له عليه السلام للشيخ المفيد يقول فيه : ( إنا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء .. ) البحار ج٥٣ ص١٧٤
يأتي ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat