صفحة الكاتب : ماجد عبد الرحيم الجامعي

ذكرى إستشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
ماجد عبد الرحيم الجامعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام سابع ائمة الهدى الذين وجبت طاعتهم على المسلمين كافة بامر الله سبحانه وتعالى وبنص قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في حديث الثقلين المتواتر الذي ورد بطرق عديدة لدى كل المذاهب الاسلامية والذي نصه :  (اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهو ما يؤكد احقية ائمة اهل البيت المعصومين عليهم السلام في تولي زمام القيادة والامامة في هذه الامة والامام عليه السلام هو احد مصاديق هذا الحديث الشريف .

نســــبـــــــه :الامام الكاظم عليه السلام هو سليل الاسرة النبوية الشريفة ابوه : الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ذلك الامام العظيم الذي سمي مذهب اهل البيت باسمه الشريف (المذهب الجعفري) وامه : حميدة وهي سيدة جليلة وافرة العقل حسنة الايمان اثنى عليها الامام الصادق ثناءعطرا حين قال فيها : (حميدة مصفاة من الادناس كسبيكة الذهب ما زالت الاملاك تحرسها حتى اديت الي كرامة من الله وللحجة من بعدي).

ولادتــــــــه :ولد الامام عليه السلام سنة 128 هـ وقيل 129 هـ وذلك في ايام حكم عبد الملك بن مروان .

كنيتـــــــــه :ابو ابراهيم ابو اسماعيل ابو علي واشهرها ابو الحسن الاول ألقابــــــــــــه: الصابر الزاهر العبد الصالح السيد الوفي ذو النفس الزكية واشهر القابه الكاظم لقب به لما كظمه من الغيظ عما فعله به الظالمون من التنكيل والارهاق حتى قضي شهيدا مسموما في ظلمات السجون

نقش خاتمه :اما نقش خاتمه فيدل على مدى تعلقه بالله وانقطاعه اليه فهو : (الملك لله وحده) نظرة الى الجانب العبادي لدى الامام (عليه السلام) نشأ الامام الكاظم عليه السلام وترعرع في بيت الطهر والوحي والقداسة وقضى طفولته وشبابه في مهد العبادة والتقوى اضافة الى ما ورثه عن ابائه عليهم السلام من حب الايمان بالله والاخلاص له فلم يكن اهل البيت عليهم السلام الا اساس التقى ومعدن العلم والحكمة والعقيدة ولولا وجودهم الشريف لما عبد الله عابد ولا وحده موحد وما اقيمت فريضة ولا ثبتت سنة ولا قامت شريعة.

صلاتــــــه : لقد كانت اجمل الساعات واثمنها في حياته عليه السلام هي تلك الاوقات التي يقف فيها بين يدي ربه مؤديا حقه منقطعا عن كل شيء في الدنيا مقبلا على الله بكل احاسيسه ومشاعره وعواطفه وقد ذكر الرواة : انه عليه السلام كان اذا وقف للصلاة ارسل ما في عينيه من الدموع وخفق قلبه واضطرب خوفا من الله وقد شغلت الصلاة كل وقته حتى انه كان يصلي نوافل الليل فيصلها بصلاة الصبح ثم يشتغل بالتعقيب حتى تطلع الشمس فيخر لله ساجدا لا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد حتى يقرب زوال الشمس كما كان من مظاهر طاعته انه اذا دخل مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم في اول الليل سجد سجدة واحدة وهو يقول بنبرات تقطر اخلاصا وخوفا من خالقه : (عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا اهل التقوى واهل المغفرة) . وحدث الشيباني عن مدى عبادته فقال : (كانت لابي الحسن موسى عليه السلام في بضع عشرة سنة سجدة في كل يوم بعد ابيضاض الشمس الى وقت الزوال) لقد ذابت نفسه الكريمة عليه السلام وهام بكل مشاعره متعلقا بمعبوده الواحد الاحد متفرغا لعبادته حتى ضرب عليه السلام مثلا لم يضارعه فيه احد في حسن الطاعة والعبادة فحير العقول وبهر كل من رآه اذ لم تر عين انسان نظيرا له في ذلك ابدا فاصبح عليه السلام في زمانه المثل الاعلى في الاقبال على الله حتى اطلق عليه لقب العبد الصالح وزين المجتهدين .

استشهاده : اي خطب مريع هذا الذي حل بسبط النبي صلى الله عليه واله وسلم ووديعته في امته وشبيه عيسى بن مريم في تقواه وورعه فقد سدت عليه نوافذ الحياة وحفت به جميع الوان المصاعب والمكاره وصب عليه خلفاء بني العباس جام غضبهم فاذاقوه جميع صنوف الهوان والتنكيل وارصدوا عليه العيون حتى انتهى به الامر الى ذلك الظالم هارون الذي لم يرع لله فيه الا ولا ذمة عندما اعياه امر الامام عليه السلام واقض مضجعه بسبب انتشار اسمه وذيوع فضله ولانه الامام المفترض الطاعة والولاية وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر مما استجلب عليه غضب الخليفة فعمد الى تغييبه في غياهب السجون وعذاباتها املا في ابعاده عن شيعته فلم يجديه ذلك نفعا حيث راح الناس يتحدثون عن محنته واضطهاده في سجون الطاغية هارون فاوعز الى قادة جيشه وكبار رجال دولته باغتياله عليه السلام والتخلص من هذا العبء الذي انهك السلطة بقدرته على التاثير في الاوساط الشعبية بلا عنف ولا قوة الا قوة التقوى والايمان بالله وهو ما جعل الامام عليه السلام قبسا من النور اضاء طريق التحرر والانعتاق لكل من سعى الى كرامته وحياته الحرة الكريمة .

لم يجد هارون شريرا يمكن ان يوافقه على رغبته الشيطانية الا شيطان مثله اسمه السندي بن شاهك ذلك الوغد الاثيم الذي تحرر من كل قيود الضمير والانسانية بعد ان ترك الايمان بالاخرة فهو الذي لا يؤمن بالله ولم يرج رحمته فنقله هارون الى سجن هذا الكافر الموبوء بمرض الحقد على اهل البيت عليهم السلام وامره بالتضييق عليه فاستجاب الاثيم لرغبة سيده وقابل الامام بكل جفوة وقسوة وقيده باغلال ثقيلة رضت ساقه الكريمة ووضعه في طامورة لا يعرف فيها الليل من النهار بعيدا عن عيون شيعته واحبائه والامام صابر محتسب وقد كظم غيظه واوكل امره الى الله حتى جاء وقت الاجهاز على حياة الامام الشريفة على يد اعتى طغاة عصره فتم توجيه جلاديه بدس السم له في حبات من التمر قطعت كبد حجة الله في ارضه فالتحق بالرفيق الاعلى شاكيا اليه ظلم ذوي القربى فلم تخل الارض من نوره الذي ظنت يد الغدر العباسي انها اطفأته وقد نسي هارون ان الامام عليه السلام حقيقة ساطـــــعة ومعنى مطلق لا يمكن اخفاؤه ولا يمكن لنوره ان يخفت ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون . حمل النعش الشريف على اكتاف اربعة من سجاني الامام عليه السلام ووضع على جسر بغداد ونودي عليه بذل الاستخفاف هذا امام الرافضة ثم اخذ النعش من قبل سليمان عم هارون وشيع تشييعا مهيبا ودفن في مقابر قريش التي اصبحت اليوم تسمى مدينة الكاظمية المقدسة نسبة لاسمه الشريف عليه السلام وفيها مرقده الذي يطاول الثريا شرفا وعزا يقصده الشارد والوارد لطلب الحاجة لانه قاضي الحاجات باذن الله ما خاب من تمسك به وامن من لجا اليه

” فسلام على سيدي ومولاي موسى بن جعفر يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا “.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد عبد الرحيم الجامعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/16


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • امانة بغداد .. بين السائل والمجيب  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : ذكرى إستشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net