صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الإتحاد الإيراني العراقي
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الخيال تحول الى ضرورة ,وعندنا خاصة وحين يكون العجز واقعاً معاشاً على الدوام ، فلنا ان نتخيل القوة والسيطرة عندما نفقد أشياء عزيزة ونعجز عن إستردادها نتخيل أننا آستعدناها.
لكن في الواقع فإن الخيال لا يجدي كثيراً، فقد تخيل السوريون أنهم إستعادوا لواء الإسكندرونة من تركيا، والمغاربة يتخيلون على الدوام أنهم أبعدوا الإسبان عن سبتة ومليلة، ويريد الإماراتيون أن يجبروا طهران بأن تسلم بعائدية الجزر الثلاث لهم.
في حين يرى الإيرانيون إن البحرين جزء من أراضيهم المفقودة، وصاروا ينددون بمحاولات السعودية بالإتفاق مع ملك البحرين لضم الجزيرة الصغيرة.
تضغط الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والغرب عموماً بتعاون وثيق مع أطراف عربية لإسقاط نظام الحكم في دمشق, و حرمان إيران من حليفها التاريخي وتقطيع أوصال محور طهران ـ بغداد ـ دمشق ـ بيروت ـ غزة.
الحديث لم يعد يدور حول طبيعة العلاقة مع نظام بشار الأسد ، بل في النهاية الحتمية له ,وكيفية تهيئة الأجواء لما بعد إسقاطه.
ما الذي يمكن لإيران أن تفعله في حال عزلت عنها دمشق, وتم إسقاط نظامها؟ وكيف إذا سحب العرب حركة حماس الى دائرتهم، وهو ما يحصل بالفعل في هذه الأيام ؟ وكيف إذا تم حصر حزب الله ,ووضعه في الزاوية الحرجة؟
كيف لإيران أن تعود الى قوتها ,وقدراتها السابقة ؟ وهل يمكن التفكير بقوة بديلة تتحالف معها طهران خلال الفترة الصعبة المقبلة في ظل إصرار الغرب ودول الخليج على تفكيك منظومتها الممانعة ؟
مسؤول إيراني رفيع ألمح منذ مدة الى إمكانية إقامة نوع من الوحدة مع العراق. العرب لم يمانعوا كثيراً وربما رحبوا بفكرة الإتحاد السعودي البحريني، ولم يعترض الغرب ,ولم يفكر في الأسباب ولم يلتفت الى قبول أو رفض شعب البحرين، ومؤكد إن البحارنة لم يصوتوا بالقبول لو أتيحت الفرصة لإستفتاء حول موضوع الإتحاد كما يفعل الأوربيون عادة.
ما هو رد الفعل الممكن من العرب والغرب فيما لو أعلنت طهران مشروع الإتحاد مع بغداد ؟ هذا الرد لا يحتاج الى شرح لأنه معروف سلفاً.
لكن ما هو تأثير الحصار السياسي والعقائدي والاقتصادي المفروض من جهات دولية وإقليمية وعربية في المواقف الإيرانية ؟ وكذلك تأثيره في العراق الذي عانى كثيراً من تجاهل العرب له سياسياً ودعم عواصم للإرهاب وامتداداتهم؟
يرى المهتمون بفكرة الإتحاد بين طهران وبغداد ، أن القوة الاقتصادية الجبارة التي ستنتج عن هذا المشروع ستؤكد حضور البلدين بما لا يدع مجالاً للمنافسة خاصة من دول الإقليم الفقيرة كتركيا ، والعربية المنهكة ، والخليجية التي تمتلك النفط وتنتظر لحظة الحقيقة عندما سينضب ويلتفت أهل الخليج فلا يجدون سوى الصحراء والبحر، والهياكل الاسمنتية التي أنفقوا عليها المليارات ، فهذه البلدان لن تجد المستثمرين ولا السياح بعد سنوات خاصة بإعتمادها على مصدر واحد لا بديل له وهو النفط ، كما إن كل مظاهر التطور والعمران، وبناء المصانع وإنشاء الجزر الصناعية يعتمد كله على العائدات النفطية ، وحتى الحدائق العامة والمتنزهات التي تسقى من مياه البحر بعد تحليتها تستهلك عشرات مليارات الدولارات.
الإتحاد بين إيران والعراق يعتمد بلدين حضاريين يمتلكان إرثاً سياسياً وفكرياً هائلاً ، وتعددية في مصادر الثروة عدا عن الثروة السكانية الفاعلة ، والعمق الجغرافي الذي يؤهل البلدين للعب دور مهم في التحولات السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية، وإمكانية أن توفر لهما تلك القدرات الحماية في مواجهة القوى الصاعدة والتحالفات التي بدأت تتشكل بين الدول العربية (الإعتدال) والولايات المتحدة وأوربا وإسرائيل وتركيا.
هذا الإتحاد بحسب المروجين له يمكن أن يكون صورة من صور الشرق الأوسط الجديد لا على النمط الأمريكي بل على نمط جديد مختلف.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/27



كتابة تعليق لموضوع : الإتحاد الإيراني العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net