صفحة الكاتب : حسن الخفاجي

"لا امن ولا استقرار إلا بشنق الحمار"
حسن الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الأدب الشعبي اللبناني هذه الحكاية :وقعت فتنة دامية في لبنان  في العام 1860 , مع اشتداد الفتنة عين داوود باشا متصرفا على منطقة جبل عامل . كان البلد بحاجة إلى حاكم صارم, يوم وصوله جلس في ديوانه يستقبل المهنئين , رأى حمارا يأكل من ورق أشجار حديقة القصر , سأل بغضب عن صاحب الحمار , أنكر الجميع امتلاكهم للحمار خوفا من القصاص , وقع  القصاص حين أمر بشنق الحمار بعد شنق الحمار ساد الأمن وعم الاستقرار .
بعد سماع الصحفي اللبناني الراحل ميشيل أبو جودة بهذه الحكاية وعد  راويها الأديب الشعبي سلام الراسي بكتابة مقال تحت عنوان: "لا امن ولا استقرار إلا بشنق الحمار" , لكنه لم يفعل خشية العواقب ها أنا اكتب , إنني متيقن ان مساحة الحرية وحدود احترام الرأي  متوفران في العراق حاليا, و"الأمثال تضرب ولا تقاس " .
اعرف ان الأنظمة الديمقراطية مقيدة بضوابط وقوانين صارمة تراعي حقوق الإنسان والحيوان , واعرف أيضا ان الأنظمة الديمقراطية تختلف عن الأنظمة القمعية التسلطية , لو كان من يحكم العراق مثل داود باشا لما ظل من يتجاوز صلاحياته وموقعه , ولا حصل ما حصل ويحصل في العراق الآن : من تجاوز على المال العام  , وتمرد واختلافات سياسية , وضعت مستقبل العراق على كف عفريت . خلافات وصلت حد الشتيمة والقطيعة..عندما سمع صديقي خلف بحكاية شنق الحمار قال معلقا عليها وعلى الأحداث الأخيرة:  "أنعل أبو  الديمقراطية إلي تسبب الفوضى" ,"واستدرك قائلا:"لماذا ألعن الديمقراطية ولا ألعن المتسببين في الفوضى"؟.
سألني خلف عن رأيي في مؤتمر نصرة الشعب الكردي الذي عقد في اربيل فقلت: انا ضد كل المؤتمرات التي تسهم بشق الصف الوطني  وتسهم بزيادة حالة الاستقطاب والتازيم . المؤتمر لم يوفق في اختيار عنوانه ولا بزمان ومكان انعقاده !.
رسائل واضحة ***
السيد رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطلباني: اقدر وأثمن موقفك الأخير الشجاع الداعي إلى الحوار والتهدئة وهو موقف وطني مميز.
 
السيد صالح المطلك   بتقلباتك وتصريحاتك المتلونة  التي تنتقل فيها من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال , تعيد رسم صورة السياسي اللبناني وليد جنبلاط بتصريحاته النارية وسرعة تقلباته حسب نشرة الأنواء الجوية, لا احد يراهن على مواقف جنبلاط في لبنان , ولا احد يراهن على مواقفك لأنك متلون .
السيد حيدر الملا
أصبحت ظاهرة صدامية , إطلالتك اليومية عبر وسائل الإعلام تذكرنا   بإطلالة صدام , حينما كان لا يفارق الشاشة ليوم واحد .تصريحاتك ومؤتمراتك الصحفية تسهم في تازيم الوضع المتأزم أصلا .  أنصحك بان تكف عن التصريحات المتشنجة .  تصريحك الأخير عن"بعض الأحزاب السياسية الشيعية استطاعت أن تثبت بأن شيعة العراق هم عرابو المشروع الوطني الحقيقي" شيعة العراق ليسوا بحاجة إلى صكوك وطنية تمنح منك أو من غيرك , هم أصحاب مشروع وطني قبل ان تخلق , تاريخهم كتاريخ كل الوطنيين العراقيين من كل الطوائف والأعراق والأديان يشهد بتصديهم للاستعمار والهيمنة ومعارضتهم للتسلط والدكتاتورية  , فلا تلعب لعبة المديح الذي يشق الصف .بالأمس قلت"الساعدي قد جمع هذه التواقيع من البرلمان الإيراني وهي لا تعمل في البرلمان والدستور العراقي" هذا تصريح معيب , ان تتهم مجموعة برلمانيين عراقيين انتخبهم الشعب العراقي بالتبعية لإيران , لان  في تصريحك إساءة إلى من انتخبهم من العراقيين قبل الإساءة لمن تقصدهم من البرلمانيين .لغة الحوار والتخاطب السياسي , والترفع عن الصغائر , وثقافة الاختلاف  بحاجة إلى ان تدرس ليس لك وحدك , بل لنخب كبيرة من الساسة والبرلمانيين الذين يقودون العراق نحو الهاوية .
العراقيون يعرفون إنهم يخرجون من كل مولد بلا حمص , سواء كان صاحب المولد الملا أو غيره ممن على شاكلته , فلا تلفوا عملية الانقضاض على السلطة والظفر بها , برداء الشعب ..والوطن ..!.
 
لقد صدق غاندي حينما قال:
"كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن"
Hassan_alkghafaji_@yahoo.com
السبت 26-5-201

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/27



كتابة تعليق لموضوع : "لا امن ولا استقرار إلا بشنق الحمار"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net