الركوع للساسة وليس للشعوب ؟!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن

لم نسمع يوماً ما ان الشعوب خضعت لعدوان وبقيت مكتوفة الايدي ، ولم نسمع ان شعباً ترك غازياً لبلده دون مقاومة او دون ان يكبده خسائر فادحة ، لكننا سمعنا الكثير عن ساسة ركعوا وانبطحوا ونالوا الذل والهوان في صفحات التاريخ .
الجميع يعلم ماذا يريد الغرب الاصفر من العراق تحديداً ومن المنطقة بصورة عامة ، ونتفق جميعاً ايضاً ان كل مشاكل العراق سببها ربط سياسة العراق مع اطماع اميركا وسياستها ، وادلة وشواهد تدمير العراق مازالت موجودة على ارض الواقع ، وسفارة الشر تدير كل الازمات بعد افتعالها .
اكثر من حديث قد قيل على السنة بعض الساسة ان اميركا لاتوافق على اعادة الاعمار ، وبرغم اننا اخذنا هذا الحديث بسخرية الا انه في حقيقته صحيح ، فلا مشاريع عملاقة يمكن ان تبنى في العراق ابداً ، ولايمكن لاي مشاريع ان تنطلق اكثر من توقيع عقود على الورق فقط ، وكل الاخبار عن الاتفاقات مبنية اساساً على عدم التنفيذ ، هنا يطرح السؤال نفسه ، ومن هو المسؤول عن كل هذا ؟، اليس هم ساستنا ؟، يأتي الجواب بصورة سريعة ، ساستنا لاحول ولا قوة لديهم ، بسبب انهم فقدوا بوصلة المواطنة ، فقدوا ايمانهم حتى بانفسهم ، وتفرقوا و تشتتوا ، ولايمكنهم عمل شيء خارق ابداً .
الشعب العراقي بعيد كل البعد عن تصديق قادته ، ولايؤمن اصلا بانهم قادرين يوماً ما على حل ازماته ، بل يذهب الكثير من الناس على ان كل الازمات سببها السياسي ، اما الهتافات والاهازيج فهي ابواق التملق يطلقها ضعاف النفوس وليست حباً باحد ، حتى الفرصة الاخيرة التي كانت بين اياديهم ضاعت الان بعد كشف حجم السرقات ، وبعد ان بانت الحقائق كاملة دون زيف .
من يقاتل الاعداء هم انفسهم الذين يعانون اليوم الجوع والحرمان ، من ترك الايتام والارامل هم الذين كانوا السبب في بقاء حكم السلطان ، من تغيرت لون بشرته واحيلت صفراء هو من لون اصبعه حبراً وانتخب اصحاب الطغيان ، من يعاني اليوم هو الذي لم يعد يحترم وجودكم وينكر عليكم اسحقاقكم القيادي ويراكم غزاة ويراكم فشلتم حتى في كسب احترامه ، فلقد بلغ السيل الزبى وانتم في دوائر الفشل تتباهون ، ولا هناك بصيص امل في مشاريعكم قد يجعلنا نصبر ونتصابر على اسبابه .
اصبح اليوم ركوع الطبقة السياسية لمقررات المشروع الامريكي حقيقة جلية لايمكن تكذيبها ، ورغم هذا الركوع لم يستفد الشعب العراقي شيئاً بل العكس صحيح ، علماً ان الشعب العراقي يرفض رفضاً قاطعا هذا الركوع ولو البسته طوقاً من ذهب ، اذن ماحاجتنا لهكذا ركوع ان كنا في كلا الحالتين شعب معذب ، شعب مغلوب على امره ، افعلوها الان حتى نقول في قرارة انفسنا اننا كسبنا عدم الشعور بالهوان واطردوا سفارة الشر والتفوا حول شعبكم فبهم يكون النصر مؤيداً من الله ، والله سميع بصير .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat