قَبَسٌ عقائديٌّ في تَذكِرَةٍ قيِّمَةٍ :
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

1 : إنَّ الإنسان في أوائل نشأته العُمريّة تُحَرّكه الغرائز ، فيتعامل مع هذه الحياة وفق احتياجاته واستجاباته للحوادث المختلفة ، ولكنّنا بعد أن نصلَ إلى مرحلة الرشد، ونتلقّى العقيدةَ الحقّةَ التي تكشف لنا عن آفاقٍ وراء هذه الحياة المشهودة ، مِن وجود الله سبحانه واليوم الآخر ، نحتاج إلى أن نوسّع مِن رؤيّتنا للحياة وللوجود معاً.
2 : تُمثّلُ توسعةُ رؤيتِنا للوجود الوظيفةَ الأساسيةَ التي تجعل إيمانَ الإنسانِ باللهِ وباليوم الآخر إيماناً حيّاً ، يُهذّبُ خصالَه النفسيّة ، بما يوجب سلامة القلب وصفاء النفس ، والخلوص من الحقد والغيظ والحسد ، وتجنّب إيذاء الآخرين ، وبما يوجب أيضاً الاهتمامَ بالوقت والطّاقات التي أنعم اللهُ تعالى بها علينا ، وعدم إهمالها .
3 : إنَّ النبأ العظيم – نبأ وجودنا بعد هذه الحياة الدنيا في عالمٍ غير هذا العالم المادّي نبأٌٌ خطيرٌ - وبقاؤنا على قيد الانتظار إلى لقاء الله سبحانه وتعالى ، ثُمّ حسابنا على كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ نبأٌ أخطر أيضا.
4 : إذا لم يأخذ الإنسانُ هذا النبأ العظيم الخطير على محمَل الجدِّ والاهتمام ، فلا تتغيّر أحواله وخصاله بما فيه صلاحه وخيره، ولا تتهذّب أخلاقه .
5 : ينبغي أن يكون الأملُ الأوّلُ لنا المقبوليّةَ عند الله سبحانه ، لا المقبوليّة عند النّاس ، فالله تبارك وتعالى هو الذي يرعانا ويتولانا ويعيننا ، ويتلقانا عند الموت تلقيّاً حَسَناً ، تلقّيَ الصالحين.
6 : مِن المؤسف للإنسان أن لا يعيش في حياته أُفقَ استحضارِ الله تعالى واليوم الآخر اعتقاداً وعنايةً، ولا يترقّى في رؤيته في شأن الدِّين التزاماً وسلوكاً.
7 : هنيئاً لمن اهتمَ بصلاحِ نفسِه وهَذّبَ خصالَه السيّئة ، وحَسّنَ أخلاقَه، وأيقنَ بربّه، وعمِلَ لآخرته.
(إلهي لقد انقضَت أعمارُنا في غفلةٍ عنكَ ، ومَضى شبابُنا في اغترارٍ بالدنيا ولَهوهِا ولَعبِها ، فَمُنَّ علينا بصحوةٍ تُنقذنا ممّا نحن فيه، برحمتك يا أرحمَ الراحمين).
: سماحة السيِّد الأُستاذ الفاضل محمّد باقر السيستاني(دامت توفيقاته).
الأربعاء – 25 جمادى الآخرة – 1444 هجري.
تدوين : مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat