كلمات مختارة من القرآن الكريم (خمط، غول)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

قال الله تبارك وتعالى عن خمط الذي ورد مرة واحدة في القرآن الكريم "فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ" ﴿سبإ 16﴾ خمط صفة، اكل خمط اي ثمرٍ مرّ حامض بشع، الخمط: كل شجر لا شوك له كالأراك. و الأُكل: شجر له ثمر ذو مرارة. و الخَمط: الحامض أو المر من كل شيء. ورد في معاني القرآن الكريم: خمط: شجر لا شوك له، قيل: هو شجر الأراك، والخمطة: الخمر إذا حمضت، وتخمط: إذا غضب، يقال: تخمط الفحل هدر. جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: "خَمْطٍ " (سبأ 16) الخمط: على ما قاله أبو عبيدة: كل شجر ذي شوك، وقال غيره: الخمط شجر الأراك، واكله ثمره.
جاء في الكافي للشيخ الكليني: قوله تعالى: "فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ" (سبأ 16) العرم: الجرذ الذكر، والمطر الشديد، وواد وبكل فسر قوله تعالى: سيل العرم. وقال الرازي: الاكل: الثمرة و "أُكُلٍ خَمْطٍ" أي مر بشع وقيل: الخمط كل شجر له شوك وقيل: الأراك. والأثل: الطرفاء وقيل: السدر لأنه أكرم ما بدلوا به. والأثل والسدر معطوفان على اكل لا على خمط لان الأثل لا اكل له وكذا السدر. وجاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى: "فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ" (سبأ 16) العرم المسناة التي تحبس الماء، وقيل: المطر الشديد وقيل غير ذلك، والاكل بضمتين كل ثمرة مأكولة، والخمط على ما قيل كل نبت أخذ طعما من المرارة، والأثل الطرفاء وقيل: شجر يشبهها أعظم منها لا ثمرة له، والسدر معروف، والأثل وشئ معطوفان على أكل لا على خمط. والمعنى: فأعرضوا أي قوم سبأ عن الشكر الذي أمروا به فجازيناهم وأرسلنا عليهم سيل العرم فأغرق بلادهم وذهب بجنتيهم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي ثمرة مرة وذواتي طرفاء وشئ قليل من السدر.
قال الله جل جلاله "لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ" ﴿الصافات 47﴾ لا غول: لا وجعُ بطن، أو لا نتن و كراهية، أو لا غيبوبة العقل، و الغَول: الصُّداع، و السُّكر و المشقَّة، و يقال الغول: إذهاب الشيء. جاء في معاني القرآن الكريم: غول الغول: إهلاك الشيء من حيث لا يحس به، يقال: غال يغول غولا، واغتاله اغتيالا، ومنه سمي السعلاة غولا. قال في صفة خمر الجنة: "لَا فِيهَا غَوْلٌ" ﴿الصافات 47﴾، نفيا لكل ما نبه عليه بقوله: "وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا" (البقرة 219)، وبقوله: "رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ" (المائدة 90). وجاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: الغول: إذهاب الشئ، يقال: الخمر غول للحلم والحرب غول للنفوس قال تعالى: "لَا فِيهَا غَوْلٌ" ﴿الصافات 47﴾ أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها ولا يصيبهم منها رجع "وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ" ﴿الصافات 47﴾ من نزف الشارب إذا ذهب عقله أو شرابه، ويقال: الغول رجع البطن، والنزف: ذهاب العقل.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: كلمة غول على وزن قول تعني الفساد الذي ينفذ إلى الشيء بصورة غير محسوسة، و لهذا يقال في الأدب العربي لعمليات القتل التي تتمّ بصورة سريّة أو خفية بأنّه قتل غيلة. لا يخفى أنّ خمر الجنّة و شرابها لا علاقة له بخمر الدنيا الملوّث مطلقا، بل هو كما يصفه القرآن في موضع آخر: "لا فِيها غَوْلٌ وَ لا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ" (الصافات 47)، و ليس فيه إلّا العقل و النشاط و اللذّة الروحية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat