العجز وأقسامه
رضي منصور العسيف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 العجز يبدأ من ذات الإنسان فهو لا يعرف ذاته، لا يعرف قدراته وإمكانياته، لذلك تجده جامداً على حاله، لا يتقدم ليس لديه تطلعات وليس لديه أحلاماً يرغب في تحقيقها في المستقبل. وبعبارة كل من يهمل ذاته فهو عاجز كما قال الإمام علي : لا عاجز أعجز ممن أهمل نفسه فأهلكها [1] .

من هو العاجز؟ أهو ذلك الإنسان الذي تقدم به العمر فأصبح جليس البيت لا ينجز أي عمل؟! أو انه ذلك الإنسان الذي أصيب في حادث ما فأصبح عاجزاً؟! هل هو ذلك الطفل المصاب بمرض ما مسبباً له إعاقة ما؟!

وكما يقول د. ابراهيم الفقي: العجز ليس أن تكون بلا قدم وساق! العجز أن تكون بلا غاية ولا هدف! العجز أن تكون.. مكتئباً حزيناً وأنت تمتلك السبل لتكون ناجحاً سعيداً!

للعجز عدة صور، قد تلك الصور السابقة ولكنه هناك صور أخرى، نذكر منها:

العجز عن فهم الذات
يبدأ من ذات الإنسان فهو لا يعرف ذاته، لا يعرف قدراته وإمكانياته، لذلك تجده جامداً على حاله، لا يتقدم ليس لديه تطلعات وليس لديه أحلاماً يرغب في تحقيقها في المستقبل.

وبعبارة، كل من يهمل ذاته فهو عاجز كما قال الإمام علي : لا عاجز أعجز ممن أهمل نفسه فأهلكها [1] .

كما أن العاجز هو من يعرف بنقاط الضعف في ذاته ولكنه لا يصلحها كما قال أمير المؤمنين: أعجز الناس من قدر على أن يزيل النقص عن نفسه ولم يفعل [2] .

روحيا
قال تعالى: ”وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ“ سورة غافر/ «60»

هل هناك أية أكثر صراحة من هذه الآية؟!

فهي دعوة صريحة لتوثيق العلاقة بالله عبر الدعاء، ذلك لأن الدعاء هو معراج الروح، بل هو لغة الإيمان وينبوع الفضائل ومحور القيم العبادية، وبالدعاء تنمو روح الإنسان.

إلا شان البعض يجهل هذه الحقيقة وتكون حياته خالية من هذه الروح، فيعجز عن مناداة الله في السراء والضراء، فيكون إنسان عاجز روحياً، كما قال الإمام علي : أعجز الناس من عجز عن الدعاء [3] .

العجز الاجتماعي
وهناك عجز على الصعيد الاجتماعي، فمن لا يعرف كيف يكسب الأصدقاء فهو عاجز ولكن هناك أعجز منه وهو الذي لا يعرف كيف يحافظ على الصداقة ويستثمرها.

ورد عن – الإمام علي : أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم [4].

بل هناك أعجز من هذا وهو من يفتقد مفاتيح العلاقات الاجتماعية، كالابتسامة للآخرين، والتحدث معهم بلباقة، وكذلك من لا يعرف فنيات الصداقة كالسؤال عن الاسم والمنطقة.

ورد عن رسول الله ﷺ: إن من أعجز العجز رجل لقي رجلا فأعجبه نحوه، فلم يسأله عن اسمه ونسبه وموضعه [5] .

العجز الفكري
ومن مظاهره عيش حالة المحدودية في التفكير وعدم الانطلاق في هذا الكون الفسيح، وعدم إنتاج أفكاراً إبداعية تساير المتغيرات الجديدة.

التفكير هو نشاط، وهو حياة ولذلك قال الإمام الحسن: التفكر حياة قلب البصير [6] .

وينبغي للإنسان أن يديم عملية التفكير، ويستثير عقله يقول الإمام علي: نبه بالتفكر قلبك، وجاف عن الليل جنبك، واتق الله ربك [7] .

حسن الرميح مثال التحدي
حسن محمد الرميح الذي يبلغ من العمر 16 عاما من شباب مدينة سيهات، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني مشكلة الأطراف اليدين والقدمين، تجده في أغلب المحافل الاجتماعية، فجر مواهبه وابداعاته، وتحدى الإعاقة ليحقق المراكز الأولى في العديد من المسابقات.

يتمتع بروح تفاؤلية، يرفض اليأس، ولديه شخصية قيادية إبداعية، بل هو أيقونة الإبداع والتميز.

فهو مثال لكل من يرفض الوقوف عند نقطة معينة ويرفض التقدم، ويرفض التجديد والإبداع.

فلا تكن عاجزاً بل كن منطلقاً مبدعاً، كن ذلك الإنسان المنتج المتجدد ليكون النجاح حليفك.

الموضوع السابق بإجراء لا يكلف دينار : التقليل من ارتفاع أسعار العقارات

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat