أيُّها ( البدويّ ) الذي باع بيداءهُ
في مُقابل خان
وناقتهُ في مُقابل هرّه !
بريدُك لا شئ فيه جديد
وأنت كما أنت فيما أرى
فوجهُك لم يتغيّر
وأبواب خانك مشرعةٌ
للأسرّه
وأعرفُ
أنّ ظهرك ما زال محتقناَ بالأبر
وما زلتَ مُذ زمن
تعصرُ الرُطب الجاهليّ
وترسلُه في متن طائرة
لرُعاة البقر !
رأيتُك بالأمس في ( لاس فيغاس )
تُصفّقُ للنادلات اللواتي
سفحن رجولتك الزائفه
على طاولة للقمار
وبطنُك
منتفخٌ مثل بالونة
بينهُنّ ...
ورأسك أصغرُ من قملة
بين شعراتك القاحلة
( وأطولُ من نخلة ...
طولُك البدويّ ... )
الذي يتضاءلُ
بين الكرات التي تدور على الطاوله
وأنت تُتمتمُ في أُذن لبوه :
( هذه الليلة ُ الآن لي
والليالي التي سوف تأتي
فيا نادله !
خُذي الآن كوفيّتي هذه
واملأي قدحا
لا فناجين قهوه
......
خذي قُبّةَ في مُقابل كوب
ومئذنةً في مقابل بُطل نبيذ
وسيف أبي في مقابل عبوه )
......
وما زلت أنتَ
كما أنتَ ..
محضُ انخفاض
يُحاولُ شبهَ ارتفاع
ووجهُك مُتّضحٌ
في قناع تُخبّئهُ ..
أو بغير قناع
وأنّك مهما أشرتَ الى الوقت
تجهلُ معنى الغداة
ومعنى السُّرى
وأنّك ما زلت تُتقنُ
صيد الظباء
وتبديل قائمة النادلات
بأخرى .. من الجاريات الأماء
فيا أيُّها البدويّ الذي لا يرى ما أرى
ولستُ أرى ما يرى
رأيتُك تُضرمُ في غاب زيتونة
نار من أضرموا النار
في شارع المُتنبي
وتزرعُ عبوةَ من زرعوا عبوةً
في جناح الصباح الذي مرّ
في خمس ميل
وقد طرّزتهُ جراحُ العصافير
بين الأزقّة والأرصفه !
....
رأيتُك في حلب حالبا
عشارالرصاص
دما ساكبا
ووجهُك مكتنزٌ
بالمخازي
وظلُّك لا مُقبلا
ولا ذاهبا
ولا حاضرا
ولا غائبا
وأنُ الغُبار
على عاجل لاحقٌ
فكُن واثقا
بأنّك مهما تجاهلتني
وتجاهلتَ صوتي الذي لم يزل صاعقا
ستعرفني
ستعرفُني لاحقا .....
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat