صفحة الكاتب : احمد ال عبد الواحد

فاطمة حجة على ظالميها
احمد ال عبد الواحد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما أن تبادر الى ذهني العنوان، حتى خمد عقلي، شلت اصابعي لبرهة، وتوقف قلمي مستسلماً، من أين ابدأ الكلام؟ بقداسة الزهراء عليها السلام ام عظمتها، ام دورها في حفظ الرسالة، او دورها في نصرة ولي عصرها أمير المؤمنين عليه السلام، أم هناك شيء اخر يستحق الذكر بصورة اكبر مما سبق؟

 

قبل البدء عليَّ الإعتراف بحقيقة؟! ليست خافية، مهما كتبت اقلامنا، ومهما دونا او خطت العناوين بحقها، لم ولن نستطيع ان نعطي حق حرف واحد من فضائلها عليها السلام.

 

منزلة الزهراء عليها السلام عند ابيها الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم، أخذت مأخذاً عظيما، وتربعت في قلبه الشريف صل الله عليه واله، أن حب النبي لابنته الزهراء صلوات الله عليهم، ليس مثل حب بقية الآباء لبناتهم، بل كان حباً ممزوجاً بالتعظيم والتبجيل لمكانتها صلوات الله عليها، حيث لم يسع له السكوت عن فضائل ابنته الزهراء عليها السلام، وتذكير المسلمين بتلك الفضائل، حتى تكون عليهم حجة بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليه، لانه بابي وامي كان يعلم بما سيجري على ابنته العزيزة، من بعده من أنواع الظلم والاضطهاد والإيذاء وهتك الحرمة، ولهذا أراد الرسول أن يتمّ الحجة على الناس، حتى لا يبقى لذي مقالٍ مقالُ أو عذر.

 

روي عن مسروق قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت: إنا كنا أزواج النبي عنده لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا والله ما تخفي مشيتها من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما رآها رحَّب بها وقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاءً شديداً، فلما رأى حزنها سارّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها - أنا من بين نسائه -: خصّك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسرّ‍ من بيننا، ثم أنت تبكين! فلما قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) سألتها: عمّا سارّك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره، فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني! قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني قالت: سارَّني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبرائيل كان يعارضه (القرآن) كل سنة وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلاّ وقد اقترب، فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارّني الثانية قال: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة.

 

اغلب روايات التي بينت منزلة سيدتنا ومولاتنا عليها السلام، هي واردة عن عائشة، في ذلك حكمة، كي تكون حجة على من يظلمها، بعد استشهاد ابيها الرسول الكريم صل الله عليه واله.

 

وكل ذلك لم يمنع الفئة الباغية، من ظلمها باشد الظلامة، وقد منعت حتى من البكاء على أبيها صلوات الله عليه، خوفاً من تأجيج عواطف المسلمين حينذاك، واستشهدت الزهراء عليها مظلومة، محتسبة، وحتى في استشهادها مظلومة فلا قبر، ولا ضريح يزار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد ال عبد الواحد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/02



كتابة تعليق لموضوع : فاطمة حجة على ظالميها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net