هل يعلم الشيطان بأفكار ونوايا الإنسان؟!
عبد الهادي العلوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا إشكال في أنّ الشيطان قريب جداً من الإنسان، وهو يجري منه مجرى الدم، كما ثبت بطريق معتبر في [الكافي ج2 ص440]، فهو ملازم للإنسان ويوسوس له ويلقي في روعه الخواطر ويدفعه نحو ارتكاب المعاصي والآثام، كما هو واضح.
 
بل الشيطان يثبّط الإنسان إذا أراد امتثال طاعة، كما يشجّعه إذا أراد ارتكاب معصية، فقد روى الكلينيّ في [الكافي ج2 ص267] عن أبي عبد الله (عليه السلام): « إنّ للقلب أذنين، فإذا همّ العبد بذنب قال له روح الإيمان: لا تفعل، وقال له الشيطان: افعل»، وفي بعض الأدعية عند ذكر الشيطان: « إِنْ هَمَمْتُ بِفَاحِشَةٍ شَجَّعَنِي، وَإِنْ هَمَمْتُ بِصَالِحٍ ثَبَّطَنِي » [مصباح المتهجد ص560]، والهمّ بالشيء هو حديث النفس بفعله، فهو على نحو الخواطر والنوايا، فقد يستفاد من ذلك اطلاع الشيطان على خواطر ونوايا الإنسان؛ لأن تشجيعه على المعاصي وتثبيطه عن الطاعات فرع اطلاعه على إرادة الإنسان ونيته لارتكاب المعصية أو الطاعة.
 
قال المحقّق النراقيّ في [جامع السعادات ص113]: «لا ريب في أنّ أكثر القلوب قد فتحها جنود الشياطين وملكوها، ويتصرّفون فيها بضروب الوساوس الداعية إلى إيثار العاجلة وإطراح الآجلة، والسرّ فيه: أنّ سلطنة الشيطان سارية في لحم الإنسان ودمه ومحيطة بمجامع قلبه وبده، كما أن الشهوات ممتزجة بجميع ذلك، ومن هنا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الشيطان ليجري من بني آدم مجرى الدم»، وقال الله سبحانه حكاية عن لسان اللعين: "لأقعدنّ لهم صراطَك المستقيم * ثم لاتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم"»، وقال أيضاً: « فالأبواب المفتوحة للشيطان إلى القلب كثيرة».
 
وقال السيّد الطباطبائيّ في [تفسير الميزان ج8 ص44]: «وإن لإبليس أعواناً من الجن والإنس وذرية مختلفي الأنواع يجرون بأمره إياهم أن يتصرفوا في جميع ما يرتبط به الانسان من الدنيا وما فيها بإظهار الباطل في صورة الحق، وتزيين القبيح في صورة الحسن الجميل.
 
وهم يتصرفون في قلب الانسان وفي بدنه وفي سائر شؤون الحياة الدنيا من أموال وبنين وغير ذلك بتصرفات مختلفة اجتماعاً وانفراداً، وسرعة وبطؤاً، وبلا واسطة ومع الواسطة، والواسطة ربما كانت خيراً أو شراً، وطاعة أو معصية.
 
ولا يشعر الانسان في شيء من ذلك بهم ولا أعمالهم بل لا يشعر إلا بنفسه، ولا يقع بصره إلا بعمله، فلا أفعالهم مزاحمة لأعمال الانسان ولا، ذواتهم وأعيانهم في عرض وجود الانسان، غير أن الله سبحانه أخبرنا أن إبليس من الجن وأنهم مخلوقون من النار، وكان أول وجوده وآخره مختلفان».

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي العلوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/17



كتابة تعليق لموضوع : هل يعلم الشيطان بأفكار ونوايا الإنسان؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net