الابتزاز الالكتروني.. قلة الوعي وقانون يردع المتورطين
ميس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ميس الخفاجي

مع الرقمية الماضي لايموت ولاينتهي، ومع تعلق الجميع بالرقمية اصبحت الحياة الشخصية للانسان بكافة تفاصيلها وخصوصياتها متاحة امامهم.
فمنذ اللحظة التي يقرر فيها ان يبث محتواه على الانترنت، وبمجرد ان تتصل لحظتك بشبكة الانترنت، فانك تفقد السيطرة على ماتبثه، وقد لاتستطيع الغاءه او حذفه، حتى وان رغبت.
ولعل هذا ماجعل " الابتزاز الالكتروني" ظاهرة متصاعدة، ففي السنوات الاخيرة زادت اضعافاً مضاعفة، واصبح الكثير وخاصة المراهقات الصغيرات عرضة للاستغلال بكافة اشكاله، بل ان بعضهن اقدمن على الانتحار والتخلص من حياتهن خوفا من التشهير والفضائح.
وقد يحدث الابتزاز نتيجة اختراق أو قرصنة للهاتف او الكمبيوتر الخاص بالشخص، او حتى استغلال صور عادية من خلال التلاعب فيها بواسطة البرامج الحديثة في المونتاج وغيرها ليظهر ذلك الشخص بشكل مخز وفاضح، واستغلال هذا للضغط على الضحية وابتزازها.
ولكن الاسوء والاخطر في هذه الظاهرة هو ان يتعرض طرف داخل الاسرة من الابتزاز على يد اخر، ويكثر هذا الابتزاز بين الازواج عندما تسوء العلاقة بينهما، فيستغل احد الاطراف مالديه من صور او فيديوهات ضد الطرف الاخر، وهو مايسلب الحياة الزوجية الامان والطمأنينة.
وتشير الدراسات ان الضحية مسؤولة عن ٨٠ بالمئة عن تعرضها للابتزاز الالكتروني، وذلك اما من خلال مشاركتها بصور او فيديوهات تخصها مع اخرين، او من خلال عدم معرفتها بالطريقة المثلى للحفاظ على معلوماتها للحيلولة دون تمكين الاخرين من اختراق اجهزتها.
من ناحية اخرى يجب على الاسرة الا يهملوا اولادهم بتركهم عرضة للابتزاز، اذ يجب ان يكون للوالدين حضور في حياة اولادهم، والا يكونوا غائبين عن المواقع التي يرتادها الاولاد او الصداقات التي يكونوها او المحتوى الذي يبثونه على الانترنت.
يتسبب الابتزاز في مشكلات نفسية وعائلية للضحايا، وقد يدفعهم الى الانتحار او يصيبهم الاكتئاب، وهنا يجب على الاسرة ان تتفهم الموقف اذا تعرض احد افرادها للابتزاز بسبب خطأ ارتكبه، وتمكن شخص اخر ان يساومه عليها او يهدده بنشرها والتشهير به مالم ينقذ مايطلب منه.
وان من اهم القواعد التي يجب على الفرد اتباعها عند التعامل مع شبكة الانترنت، هي ان يميز الفرد بين ماينشره على الانترنت، وبين مايحتفظ به لنفسه بعيداً عن الشبكة، كذلك الا يسمح لحياته او خصوصياته ان تكون معلنه على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا تستغل ضده، كذلك ان يراعي الخلق والفضيلة في حديثه مع الاخرين.
وفي حصيلة رسمية تعكس تنامي هذه الظاهرة في العراق، كشف جهاز الامن الوطني العراقي عن القاءه القبض على 31 متهما بقضايا الابتزاز الالكتروني خلال شهرين فقط، وهو رقم يعتبره مراقبون ومدافعون عن حقوق المرأة مرعبا، وقد يدل ربما على وجود مئات الحالات غير المكتشفة.
ويلاحظ ان بعض عمليات الابتزاز الالكتروني قد تكون وهمية، اي يتم خداع الضحية، ويقع في هذا الفخ صغار السن من المراهقين خاصة الفتيات، وامام الخوف من الفضح والتشهير قد تلجأ الضحية الى القبول بالابتزاز.
اركان جريمة الابتزاز
كي تصنف الجريمة بأنها جريمة ابتزاز عام لابد من توافر هذه الاركان :
في هذا الجانب
١_ اجبار المجني عليه او تحريضه على تسليم شيء خاص به او بشخص ثالث.
٢_ تهديد او تخويف المجني عليه في حال عدم سماعه لمطالب المتهم، كأن يخبره اذا لم يستجب له سيعتدي عليه جسديا، او يخطف احد ابنائه، او يدمر شيء من ممتلكاته، او يفشي سرا يخص المجني عليه يسوء سمعته.
وفي حال الابتزاز الالكتروني تكون الاركان هي نفسها، لكن بطريقة الكترونية عبر الايميل او الرسائل على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وتكون اما عن طريق الصور او الكتابة او التسجيل الصوتي.
عقوبة جريمة الابتزاز الالكتروني
نصت المادة رقم ( 430) من قانون العقوبات العراقي على " كل من هدد شخصا بارتكاب جناية في حقه او حق احد من افراد اسرته او اذيته او فضيحته بأمور مخلة بالشرف، وكان ذلك مقابل ان ينفذ المجني عليه شيئاً له، او يجبره على الامتناع من فعل شيء يعاقب بالسجن مدة لاتزيد على 7 سنوات او بالحبس".
ويعاقب ايضا بالعقوبة نفسها من ارسل التهديد ولم يظهر عليه اسمه ( هذا اكثر انتشاراً في الابتزاز الالكتروني) أو كان منسوبا الى جماعة ما ( يسجن 7 سنوات او يحبس).
وكذلك نصت المادة ( 431) " كل من هدد شخصاً بارتكاب جريمة في حقة ( قتل، سرقة، خطف، اغتصاب، تشهير، قذف) ضده او ضد احد من افراد اسرته بغير الحالات المذكورة في المادة 430 يعاقب بالحبس.
نصت المادة 432 " كل من هدد شخصا عن طريق القول او الفعل او الاشارة او ارسل له من يهدده في حالات مختلفة عن الظروف المبينة في المادتين 430 و 431
يعاقب بالحبس مدة لاتزيد على سنة، ويدفع غرامة قدرها لايزيد على 100 دينار" ونص هذه المادة اقرب الى جرائم الابتزاز الالكتروني التي عادة ماتتم كتابة او تسجيل صوتي بين الشخصين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat