صفحة الكاتب : عبد الامير المجر

الشحاذون: الإرهاب الأخطر
عبد الامير المجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبــل أعــوام، كتبــت مــادة بعنــوان (الشــحاذون.. الإرهــاب الثالث)! حيــث الإرهــاب الأول الذي كان يســتهدف حيــاة العراقيــين بالمفخخــات والأعمــال، يتمثل العنفيــة المختلفــة، وقــد رافقه إرهــاب ثــان بالفساد المالي، الذي حارب العراقيين بلقمة عيشهم ّف كثيرا عن بقية الدول ومســتقبل بلدهم، الذي تخل التــي كان متقدما عليها!

وقد وجدت أن هناك ارهابا ثالثا، ترعرع في كنف هذين الإرهابين أو إنه الإفراز الطبيعــي لهما، وهو الاتجــار، بالبشــر والذي اتخذ صــورا عــدة، كان أبرزهــا وأخطرها هــو اختطاف الاطفال واستخدامهم من قبل (مافيات الشحاذة)، التي انتشرت بشــكل مخيف بعد الاحتلال، أو بعد أن أصبــح إلقاء مبلغ الألف دينــار أو نصفه أو ربعه على الشــحاذ، لا يؤثر في مدخولات أغلبية الناس، الأمر الــذي انعكس ايجابــا على (ايرادات) الشــحاذين، الذين صــارت لهم مافيات وعصابــات تمفصلت مع جهــات متنفذة، وباتــت لهم مناطــق يتوزعون فيها، أو يتــم توزيعهم بينهــا، ولا ينبغي لجهــة (مافيوية) أن تنافس جهــة اخرى على منطقة (نفوذها)!

وهذه الحكاية صارت معروفة للناس جميعا، مع أن كثيرين ّ عون اســتمرارها ويغذونهــا منهــم، للاســف، يشــج بإلقائهم الأرواق النقدية على (الشــحاذات)، ممن يستخدمن الأطفال وسيلة لاستدرار العواطف. لقــد قلنا في مقالنا الســابق، إن أي طفل، مهما كان معافــى، ســيموت حتما ولا يســتطيع أن يقاوم طويلا تأثيــر المخــدر، الــذي يعطــى له ليبــدو نائمــا قرب ّ الصف وبرد الشــتاء، (أمه)، وهــي تجلس تحت حر ّ ن لها لتقضي أوقات عملها تحت أعين الجهة التي تؤم المكان والمســتلزمات الأخرى.

مثلما يجري هذا تحت اعين المســؤولين في الاجهزة المعنية ممن يرون هؤلاء الاطفــال، وهم يذبلون تدريجيــا تحت تلك الظروف القاسية، ولم يحركوا ساكنا! نعم، هذه هي الحقيقة، وإن مصداق ما قلناه ســابقا أكدته احصاءات شرطة بغــداد، التي اعلنت مؤخرا عــن فقدان اكثر من 450 طفلا منذ بداية العام الحالي، أي في عشــرة اشهر، والمؤكد أن الرقم سيكون مرعبا لو تحدثنا عن السنين الماضية.

لــو أن الاجهــزة المعنيــة امســكت بواحــدة مــن تلك ّ ابــات، وهي تســتجدي بالطفل (الشــحاذات) النص الممــدد أمامهــا، وســألتها من يكــون بالنســبة لك، وهــل هو ابنك ام غير ذلك، أو أجرت فحصا ســريعا ّ ر والدليــل انه ممدد وفاقد عليه، واكتشــفت انه مخد للوعي لســاعات طوال، وأمام أعين المارة، لأمســكت بــرأس خيــط مهم يــؤدي إلى كشــف هــذه الجرائم وعــدم تكرارها من قبل هــذه العصابات التي عليها، لكي تديم عجلــة عملها هذا، أن تأتــي بطفل جديد، مــن خلال الســرقة أو الخطــف، بعد ذهــاب الطفل الذي ســبقه للمصير المؤلم، وهكذا تحصل الجرائم ويختفي الاطفال الابرياء، بينما المجرمون يمارسون كل هذا أمام أعيننا وبعضنا يساعدهم على استمرار جرائهم هذه.

مــن وقفة حقيقية لقــد أصبح الأمر لا يطــاق ولا بد من قبل الجهــات المعنية، لمعالجة هــذه الحرب التي ّ تشن ّ على هذا الشعب.. لقد فتكت المخدرات بالشباب من وغير الشــباب، بعد أن كان العــراق يعرف بخلو هــذه الآفة، وأن اهتمــام الاجهزة المعنيــة، بمكافحة المخــدرات يجــب أن يتســاوى مــع اهتمامهــا بهــذه الكارثة المدمرة، وإن اجراءات مكافحتها ســهلة جدا قياســا بمشــكلة المخدرات، لو كانت هناك جدية في المعالجة؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الامير المجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/11/28



كتابة تعليق لموضوع : الشحاذون: الإرهاب الأخطر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net