صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

بقايا أمة الفساد.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أن هدف الرحلات الاستكشافية والفضائية وبحثهم الدائب عن آثار الأمم وفي مخلفاتها إنما يبحثون فيها ليس حبا بالعلم ، إنما يبحثون عن الامة الضائعة (النفيليم) ــ جنس هجين من البشر والملائكة اخترعوا الاسلحة وتسببوا في هلع في الأرض ــ او ما تبقى منها أو عن اصولها وهم يقصدون بذلك أمة شعب الله المختار.(1) فقبل خلق آدم الحالي كما تخبرنا التنقيبات الأثرية والكتب المقدسة كانت هناك امم ابادها الله لسوء اعمالها، ولربما حسب التعبير العلمي قضت عليها حضارتها وتسببت انجازاتها في تدميرها .

دينيا بعض هذه الأمم ابادهم الله بالكوارث الطبيعية عبر تغيير برمجة بعض قوانين الطبيعة لربما بمعجزة او على يد الانسان نفسه، وعلميا اندثرت هذه الأمم بعد أن قضت عليها انجازاتها العلمية وسوء استخدامها للموارد الطبيعية وما نتج عنها من آثار مخربة ومدمرة للبيئة كما نشهد اليوم من تفاقم وتزايد كل عوامل فناء البشرية الطبيعية والصناعية.

الرؤية الدينية وكذلك بعض أهل العلم يقولون بأن الله قرر ان يُطّهر الأرض من طغيان الفساد المستشري فيها : (طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب).(2) فقام تعالى بعملية تطهير ولكنه ترك من تلك الأمم بعض الأفراد لكي يطّلع الخلق الجديد على افعالهم الاجرامية فلا يلوم رب العالمين في قضائه عليهم ولكي يستفيد الانسان من تجارب تلك الأمم فلا يسعى مرة أخرى إلى اهلاك نفسه.كما فعل في الطوفان حيث ابقى على عناصر من الجنس البشري والحيواني. (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها).(3)

ومثال على ذلك كما يُقال حديثا : عندما قرر هتلر ابادة اليهود، ترك القليل منهم ثم قال في مذكراته (كان باستطاعتي ابادة هذه الفئة لسوء اعمالها ، ولكني تركت القليل منهم حتى يرى الناس افعالهم). هذه الأمة هي نفسها التي اهلكها الله ، ولكن الله تعالى ترك بعض افراد هذه الأمة الذين اختبأوا في الجبال لكي يعلم الناس حقيقتهم البشعة.وقد عُرف عن هذه الأمم انها تعمل جاهدة لبناء الملاجئ لكي تلجا لها عند الخطر (عملوا لأنفسهم الكهوف التي في الجبال والمغاير).(4) فيلجأون إليها كما نقرأ في توراتهم (ولما رأوا أنهم في ضنك، اختبأوا في المغاير والصخور والآبار).(5)

وبعد سنين متمادية من الاختباء عاشوا فيها بعيدا عن الحضارة في حالة بدائية، ظهروا مرة أخرى متفرقين لا يجتمعون خوفا من العذاب فانعزلوا عن بقية الشعوب كما تقول توراتهم: (موجود شعبُ ما مشتت .. سننهم مغايرة لجميع الشعوب).(6) لأن في اجتماعهم ظهور الشر مرة آخرى ، وهذا ما حصل فعلا فعندما ظهروا مرة أخرى بدأوا بالتمرد وعمل الشر فعاثوا في الأرض فسادا كما نرى ذلك عبر تاريخهم الدموي إنهم (امة بني إسرا ئيل).فهم وراء كل وسائل الخراب والدمار، ولذلك تراهم يتواصون فيما بينهم بأن يتحسبوا لكل طارئ خصوصا إذا رأوا علامات رجسة الخراب مرة أخرى ،فعليهم ان يبنوا الملاجئ في بطون الجبال ويهربوا إليها.(متى نظرتم رجسة الخراب قائمة . فليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال).(7)

هذه الأمة هي التي قالت الملائكة بحقها : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء). قالوا ذلك بعد أن رأوا افعال الامم التي وضعت يدها بيد هذه الشرذمة فأهلكها الله وابقى على عدد قليل منهم . الملائكة لا يقصدون آدم في اعتراضهم ، بل يقصدون تلك الامة الهالكة ،اعتراضهم على هؤلاء الذي افسدوا في الأرض وسفكوا الدماء مع أن الله تعالى اخذ منهم المواثيق أن لا يسفكوا الدماء (وإذ أخذنا ميثاقكم الا تسفكون دماءكم). وبما أن خلق آدم من نفس الجنس لذلك قالت الملائكة ذلك.

حديث الملائكة لم يكن عن المخلوق الجديد آدم لأنهم لايعلمون الغيب ،ولأن آدم كان في عالم متكامل لا يوجد فيه شر (الجنة) ولكن الحديث كان في حال نزول آدم إلى الأرض فإن الملائكة خشيت على آدم من بقايا الخلق الأول (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد). (😎 فاالملائكة علمت بفساد هذه المخلوق من أمرين .

الأول : أن المخلوق الذي سبق آدم فسد في الأرض وتسبب في سفك الدماء فكان سببا في اهلاك نفسه.وآدم من نفس الجنس.

الثاني : انها فهمت ذلك من طبيعة خلق الإنسان المادية ونوازع الخير والشر المودعة فيه وأنه لابد من تغلب احد هذه الطبائع فتتسبب في الفساد.

ولذلك قالت الملائكة التي هي مخلوقات عاقلة : اتجعل فيها . اي اتترك فيها بقايا من شعوب سفكت الدماء وافسدت في الأرض؟ فيتسببوا في افساد الآخرين.

ومع ذلك فقد بعث الله أنبياء لهذه الأمة (بني إسرائيل) فقاموا بتحذير هذه الأمة المفسدة والتي سوف تجرّ بقية الأمم إلى الفساد بما تمتلكه من تجارب سابقة ، وتتسبب بحروب ودمار وخراب، حذروها من مصيرها الأسود إن هي فعلت ذلك : (متى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش، فحينئذ اعلموا أنه قد اقترب خرابها. لأن هذه أيام انتقام، يقعون بفم السيف، ويسبون إلى جميع الأمم، وتكون أورشليم مدوسة من الأمم). (9) وهكذا توعدهم الله هم والذين يتحالفون معهم توعدهم بالابادة الشاملة إن هم لم يتوبوا من أفعالهم فوصف نهايتهم بقوله : (الذين في الخرب يسقطون بالسيف، والذي هو على وجه الحقل أبذله للوحش مأكلا، والذين في الحصون وفي المغاير يموتون بالوبإ.فيعلمون أني أنا الرب حين أجعل الأرض خربة مقفرة على كل رجاساتهم التي فعلوها).(10)

هذه المرة لا يفلت منهم أحد حتى الذين يختبئون في المغاور والآبار كما فعلوا سابقا ونجا بعضهم. هذه المرّة سوف لا تحميهم هذه الوسائل ولم يترك الله لهم بقية ، لأن اسلحة جديدة لابادتهم قد اضيفت وهي اسلحة الابادة الشاملة التي صنعوها هم، هذه الاسلحة سوف تلاحقهم في مغاورهم (الملاجئ) فتُبيدهم (والذين في المغاور يموتون بالوباء). في اشارة إلى الأسلحة البيولوجية.

(إن يوم هلاكهم قريب والمهيآت لهم مسرعة). (11)

المصادر :

1- ولذلك نرى أن الذي يقف وراء كل عمليات البحث والاكتشاف هي شركات يهودية كبرى مثل : روكفلر ، وكارنيجي ، ووليم جرانت ، وكليفلاند ، ودودج ، وأرامكو. فالبعثات الأثرية تحركت بتمويل هذه الشركات ضاربة بمعاولها في كل زاوية ، فمن صحراء الربع الخالي إلى صحراء الجيزة وأشور وبابل. ونبشوا آثار سومرية واكدية ، وبابلية ، وآشورية ، ومصرية ، وفينقية ، و قرطاجية في اليمن والبتراء ، وتدمر ، وبصرى ، الحيرة ، وحتى مكة. فسرقوا المسلات والألواح الطينية ولفائف البردي والخزفيات والمصوغات الذهبية وملايين المخطوطات، حتى اتخمت مختبراتهم ومتاحفهم بما نهبوه.ولم يعثروا على ما نسجته أوهامهم.

2- سورة الفجر آية : 12.

3- سورة الروم آية : 9.

4- سفر القضاة 6: 2.

5- سفر صموئيل 13.مسألة ابادة هتلر لليهود لا اساس لها من الصحة والصحيح ان هتلر ساهم بنقلهم إلى فلسطين عبر بواخر حملتهم إلى هناك ومن اجل تبرير اختفائهم عمدوا إلى خلق اسطورة الاباد ة.

6- سفر أستير 3 : 8.

7- إنجيل مرقس 13 : 14.

8- سورة ق آية : 15.

9- إنجيل لوقا 21: 20 ــ 24.

10- سفر حزقيال 33: 27.

11- سفر التثنية 32 : 35


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/11/28



كتابة تعليق لموضوع : بقايا أمة الفساد.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net