صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

العمامة ، تاج العلم والتقوى
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تارةً نتحدث عن الشيء على نحو القضية الحقيقية كما يقال في العلوم العقلية ، وأخرى نتحدث عنه على نحو وجوداته الخارجية المتمثلة في هذا النموذج او ذاك .. فمثلاً عندما نتكلم عن الطبيب ( كمهنة إنسانية ودرجة علمية ) يختلف عنه عندما نتكلم عن هذا الطبيب او ذلك الطبيب في هذا الزمان او ذلك المكان ..

وهذا التقسيم يساعد على أكبر قدر من العدالة والدقة والموضوعية في الكلام ، أما ان نُجمل الحديث ونرسله على عواهنه فهذا لا يفعله إنسان يحترم عقله قبل أن يحترم عقول الآخرين ..

خوذة الجندي وقبعة المهندس وصدرية الطبيب وبدلة عمل الفني .. تؤدي في حقيقتها وظيفتين ، الأولى هي إنسجامها وبيئة وطبيعة عمل كل منهما وتساعد صاحبها على عمله بأمان او تقانة اكثر ، والثانية هي حيثيتها المعنوية ورمزيتها الى اختصاص كل منها وتمييزها عن المهنة الأخرى والتي تعطي لصاحبها شعوراً بل شخصيةً تتلائم والعمل الذي يمارسه ..

ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا الأندر فالأندر ، من استاذ الجامعة الى الطالب ، ومن القائد الى الجندي ومن صاحب المعمل الى الحرفي .. وعلى هذه القاعدة والسيرة العقلائية سار أصحاب الاهتمامات الدينية علماً او عبادةً . فرجل دين هذه الشريعة يرتدي القبعة وتلك الشريعة يعتمر العمة .. الخ

من هذا الأبجديات والبديهيات والمسلّمات البشرية يرتدي طالب العلوم الدينية في الإسلام وفي مذهب أهل البيت ؏ خصوصاً زيّهم الذي يميّزهم عن باقي المهن والاختصاصات ، فهو لباس العلم ولباس التقوى بالنسبة لهم ، ينسجم وما يقع على عاتقهم من مسؤوليات وواجبات شخصية وعامّة ..

أمّا ان تريد مناقشتي على هذا المعمم أو ذاك المعمم ، وتريد ان تنتقم لأخطاء هؤلاء بمحاربة سيرة بشرية وطبيعة إنسانية وقاعدة عقلائية ومسيرة دامت الاف السنين ، كاشح الطرف عن قامات وهامات تتطاول مع قمم الجبال إرتدت هذا الزي وكانت لها يد في إنعطافات بشرية هامة .. فإنك تُهين وتتعب نفسك .. لا أكثر ..!!

قال تعالى ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) التوبة ١٢٢


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/11/14



كتابة تعليق لموضوع : العمامة ، تاج العلم والتقوى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net