خواطر بمناسبة المولد النبوي الشريف
زينب العارضي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زينب العارضي

الخاطرة الأولى
ولِدَ النورُ والسلام..
جاءَ الحبيبُ المُصطفى (صلى الله عليه وآله)؛ لينفضَ عنِ الدُنيا غُبارَ الجهلِ والظلام..
أقبلَ مُباركًا؛ لينشرَ في الدُنيا أريجَ المحبةِ، ويفتحَ أمامَ الناسِ أبوابَ الأملِ بغدٍ جميلٍ ومُستقبلٍ أفضل..
كفٌّ من ندی.. وقدمٌ من صخر.. وقلبٌ من طُهر..
وروحٌ إلهيةٌ لا یفلُّ عزمَها الباطلُ مهما حاول..
بزغَ فجرُ ميلادِه الأزهر..
فتغيّر مجرى التاريخِ وتنوّر..
بَيَّضَ وجهَ الأرض.. ونظَّمَ شؤونَ البشر..
فسلامٌ عليك يا ختامَ الأنبياء.. ومُباركٌ للطُهرِ فاطمةَ البتول ميلادَك الميمون يا أبا الزهراء..
وعهدًا سيّدي أنْ نولدَ بولادتِك.. ونعيشَ ما حيينا على مائدةِ حُبِّك.. لنرتويَ من كوثرِ نهجِك.. ونُغيّرَ الدُنيا باسمِك..
الخاطرة الثانية
وجاءَ الحبيبُ كالنسيمِ العذب..
يهبُّ على البشريةِ بحنانِه ورأفتِه..
وما أسعدَ الدُنيا بطلّته..
جاءَ لنشرِ الخيرِ والسلام..
والدّعوة إلى دينِ الإسلام..
بعظيمِ الخلقِ وطيبِ الكلام..
فالحياةُ سوداءُ قاتمةٌ إنْ كانتِ القلوبُ مُظلمة.. والضمائرُ نائمة..
جاءَ يحملُ الصدقَ ويدعو إلى الحقّ..
ويدلُّ الخلقَ على الخالق..
سعةُ صدرِه شفرةٌ فتحَ بها القلوب..
وجمالُ ابتسامتِه رقمٌ سريٌّ دلفَ به إلى الأرواح..
ما إنْ يقتربُ من أحدِهم حتى يتغيّرَ حالُه وتتحوّلَ أحوالُه..
يذوبُ في كماله..
وتجذبُه شمائلُه وطيبُ خصاله..
فيزدادُ حُبًّا له..
كانَ بينهم.. ولكنّه الأثيرُ عندهم..
يشتاقونَ إليه وهم عنده..
ويحتاجونه احتياجَ المريضِ إلى الشفاء..
والعطشانِ إلى الماء..
والعليلِ إلى الدواء..
ولا زلنا نشعرُ بتلك الحاجةِ إليكَ يا خيرَ الأنبياء..
ونتوقُ إلى نظرةٍ من ألطافِ عنايتِك تُغيّرُ بها حالَنا ومآلَنا فنتحوّل من دُنيا العناء..
إلى رياضِ السعادةِ والهناء..
&&&&
الخاطرة الثالثة
"وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ"..
ويعجزُ كُلُّ قلمٍ وبيان..
أنْ يصفَ أخلاقَك يا خيرَ إنسان..
وما عساه يقولُ عنك أيّ مفوّهٍ بعدَ ثناءِ الملكِ الديّان؟!
سيرةٌ عطِرة..
حياةٌ مُشرقةٌ نيّرةٌ في مكة والمدينة المنورة..
شمائلُ عظيمةٌ.. وخِلالُ كريمة..
رفيقٌ ودود.. حبيبٌ قريب..
مُتواضعٌ سخيّ.. عفيفٌ أبيّ..
ذلك هو نبيُّنا الخاتمُ خيرُ نبيّ..
قطرةٌ من بحرِ أخلاقِه الساميةِ تملأ الدُنيا ريًّا..
ونظرةٌ من عينِ لُطفهِ ورضاه تجعلُ العاصيَ وليًا..
فتعالوا لنفرشَ قلوبَنا على بابِ جودِه سائلين العطيّة..
ونمدُّ يدَ الحاجةِ والافتقارِ لأخلاقه العَليّة..
ونُحيي الأرواحَ الظامئةَ من نميرِ شمائله القُدسيّة..
ونجعلُ من أيامِ ولادتِه المُباركةِ رحلةَ ارتقاءٍ وتكامُلٍ نتعلّمُ فيها منه، ونتزوّدُ من عطاءاته، علّنا نشملُ بنظرةِ الرضا فتتغيّرُ أحوالُنا ويُصلحُ حالُ قلوبِنا فتحظى بلطائفِ أنوارِه الإلهية..
&&&&&
الخاطرة الرابعة
ولِدَ النبيُّ الخاتمُ فأضاءَ بمولدِه العالم..
كانَ قلبًا واسعًا ينشرُ المحبةَ ذات اليمينِ وذات الشمال..
حتى حوَّلَ بشذا حُبِّه وسعةِ قلبِه أولئكَ الغلاظَ من أُمّتِه إلى أرواحٍ شفّافةٍ تعشقُ الفداءَ وتذوبُ في محبته..
لقد نفضَ عنهم بأخلاقِه العليّةِ أخلاقَ الجاهلية..
فباتتْ حياتُهم طيّبةً وقلوبُهم وردية..
للهِ درّك يا نبيّ اللهِ ماذا فعلت؟!
وكم في سبيلِ ذلك تحمّلت؟!
لتقول لنا بسموِّ أخلاقِك وعظيمِ صبرك وقوّةِ حُبِّك: إنَّ الحُبَّ في اللهِ (تعالى) ثقافةٌ يجبُ أنْ تنتشر..
ولغةٌ ينبغي أنْ تدرسَ، وأحاسيسُ علينا بثُّها في الحياة؛
لنمحوَ الشقاءَ والبؤس..
ونصنعَ غدًا أجملَ من الأمس..
فننشئ أُمّةً يكونُ الحُبُّ في اللهِ (تعالی) شعارَها ودثارَھا..
عليه يجتمعون..
ومن خلاله يتكاملون..
&&&&
الخاطرة الخامسة
ولِدَ الأمین..
جاءَ خيرُ المُرسلين..
في زمنٍ استولى الطُغاةُ فيه على المُستضعفين..
فأضاءَ مولدُه المُباركُ دياجيَ الظلمات..
يومٌ كانَ العالمُ غارقًا في المتاهات..
كانَ مولدُه الميمونُ إيذانًا بانتهاءِ عصورِ الجورِ والفسادِ وبدايةِ عهدٍ جديد..
فبعدَ سنواتٍ من الضياعِ والوحشيّةِ العمياء بزغَ فجرُه الوضّاء..
وولِدَ خيرُ الأنبياءِ بينَ أُناسٍ كانوا أربابَ شهوات..
وأُساری شبهات..
يعبدونَ الأصنام..
ويستقسمونَ بالأزلام..
جهلٌ وكفر..
ظلمٌ وفقر..
ذلٌّ وقهر..
حتى سطعَ فجرُ مولدِه الأنور..
وتألّقَ نجمُ نبوتِه الأزهر..
فبدّدَ اللهُ (تعالى) به الظلمات..
وأحيا الأنفُسَ التي غادرتْها الحياة..
وسرتْ في الكائناتِ أسرارُ الأملِ الجديد بغدٍ سعيد..
فاهتزًّ الكونُ فرحًا..
وتمايلتِ الدُنيا سرورًا..
وتداعتْ تحتَ الأشعةِ النبويّة..
أبنيةُ الشركِ والوثنية..
وتبسّمتِ الأرجاءُ بهذا المولدِ الوضّاء..
فهنيئًا لأُمّةِ مُحمّدٍ ميلادَ النبيّ الکریم..
وطوبى لمن سارَ منهم على نهجهِ المُستقيم..
وولِدَ من جديدٍ مع ذكرى ميلادِ نبيّنا العظيم..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat