صفحة الكاتب : عباس ساجت الغزي

حب ( ألآنا ) طريق الهاوية
عباس ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ألآنا غريزة موجودة عند خلائق الله وكل ذي روح والله سبحانه وتعالى خلقها مع الأمل حتى يكون دافع لخلق الله في حب البقاء والخلود لديمومة دورة الحياة ،        وقدرها وحكمها بمقدار وادخلها في الغريزة لتكون فاصل بين الطيب من الخبيث ..
حين خلق الله سبحانه وتعالى ادم وقال للملائكة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30
كان الملائكة على العلم بان خلق الله الجديد محكوم بغرائز أقوى بتحدياتها من غرائزهم .. لم يكن كلامهم اعتراض أو حسد ولا حب أنا بل كان خوفا على الخلق الجديد من الضعف وعدم سيطرته على تلك الغرائز ..
وهنا انفرد إبليس اللعين عن باب الاحتجاج الذي فتحه الله سبحانه وتعالى بصرخة أودت به إلى الهاوية واخذ يخاطب الحق جل وعلا بلغة ( الآنا ) وهو الخالق لكل نشئ وقال {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }ص76
وهنا حلة لعنة الله عليه وكان في طريقه إلى الهاوية لولا إن الله أمهله حتى يتيقن إن خلق الله الجديد قادر أن يميز بين الطيب والخبيث ولا يتجاوز على الخالق بالآنا كما فعل إبليس اللعين .
وهنا كانت الآنا بداية تحرك إبليس اللعين لإغواء بني ادم وجرهم إلى الهاوية التي حذر الله منها .. ومن تلك الأمثلة في القرآن الحكيم قضية ( فرعون ) الذي أتاه الله من الملك والمال والزينة والبنيان حتى طغى هو وقومه ووصل إلى مرحلة الهاوية بقوله  أنا ربكم الأعلى وما أريكم ألاما أرى {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29..
وهنا حلت لعنة الله عليه فقد أغواه إبليس و تمادى وهنا جاء النداء من الحق جل وعلا   {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }النازعات17
فقد ثبت طغيانه حين تجاوز حدود الله وتمادى في التعالي على خلق الله وقارن نفسه البشرية بقدرة الخالق {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً }المزمل16
الانا الغريزية موجودة عند كل إنسان فإذا ما أطلق العنان لها أصبحت الأنا المهلكة ومهما كانت درجاتها فهي مدمرة للفرد والمجتمع الذي يعيش فيه وهي طاردة للنعم والبركات . 
من حق الإنسان إن يفخر بنفسه لتقديمه عمل ما يستحق الثناء عليه ولكن ليس من حقه إن يميز نفسه عن الآخرين ويتعالى عليهم .
وليس من حقه تهميش الآخرين أو إلغاء دورهم وقد يصل الأمر بصاحب الأنا إلى إقصاء الآخرين بأي وسيلة ترضي غريزته .
هي دعوة للإنسان لتسامي عن تلك الصفة المهلكة والنظر للآخرين بنظرة المثل    
                      ( حب لأخيك ماتحبه لنفسك ) 
 
         ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/10



كتابة تعليق لموضوع : حب ( ألآنا ) طريق الهاوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net