متى نحتفي بأسبوع الولاية
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تمر علينا في شهر ذي الحجة الحرام مناسبتان عظيمتان ليومين مباركين لا خلاف ولا اختلاف في وقوعهما بشهادة المرسل والرسول والرسالة، الأول يوم الغدير ١٨ ذو الحجة، والآخر يوم المباهلة ٢٤ ذو الحجة، ومن المهم جدًّا جعل هاتين المناسبتين ضمن مهرجان ولائي سنوي خاص بعنوان (أسبوع الولاية)؛ للاحتفاء بما يليق بهاتين المناسبتين في تثبيت قواعد الشريعة المقدسة، واستلهام الدروس والعِبر في خدمة الشريعة والمجتمع، من خلال برامج متعددة تقوم على بيان أثر استذكار التاريخ وقراءته والإفادة منه، وجعل هذه المناسبات سبيلًا للتواصل والمحبة والإيثار.
فهل يكفي للغدير يوم واحد لتسليط الضوء عليه، والإفادة من آثاره!!، وقد تم تقديم قوافل القرابين من أجله!!
وهل يكفي إقامة محفل لساعة أو ساعتين وإلقاء كلمة أو كلمتين وتوزيع الحلوى!!
وهل تكفي أداء الزيارة والمناسك الخاصة بهذا اليوم!!
*نعم* .. كل ما تقدم مطلوب ونعمل به، ولكن لا يمكن أنْ يكون جزءًا لما يستحقه يوم الغدير، الذي وقف فيه النبي موقفه في حر الهجير .. وجبريل يوصيه .. والله يبلغه ويطمئنه .. ومحمد يطلب من الآلاف مبايعته .. والمسلمون يهنئونه بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب .. والرقاب تقدَّم للطغاة من أجل الولاء والعقيدة على مدى الأعوام .. والعلامة الأميني يطوف في البلدان سنين طوال ليكتب موسوعته الوِتر (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) .. فضلًا عن المقابر الجماعية التي في الغالب هي بتقديس الغدير وما له من حق على المؤمنين.
فالاحتفاء بأسبوع الولاية هو جزء من الولاء للعقيدة والتاريخ المشرق المشرِّف لمحمد وآله ..
- فيوم يجتمع الأعلام والمؤلفون ليكتبوا ويقرؤوا ويدرسوا في حقيقة الولاء ..
- ويوم يتسارع الأدباء والشعراء والمنشدون ليرتلوا قوافيهم بألحان الولاء ..
- ويوم نتسابق لإدخال السرور على أمهات وأزواج وأبناء شهداء العقيدة؛ ليعلموا آثار الشهداء في حفظ الولاء ..
- ويوم لإيثار الآخرين من المرضى الذين يصارعون الآلام والأوجاع على النفس والعيال، وزيارتهم وإدخال السرور عليهم، وبيان ما في ذلك من نعمة الولاء ..
- ويوم للإبداع في جميع جوانب الحياة، حيث جائزة الإبداع للعاملين في المؤسسات والجامعات والعتبات والوزارات؛ وبيان أنَّ الإخلاص والإبداع هما من حقيقة الولاء ..
- ويوم للأسرة والاحتفاء بها وتكريمها، وبيان أنها عماد المجتمع الصالح والمصلح، وأنَّ ذلك هو البناء والولاء ..
- ويوم للاحتفاء بالمعلم خاصة؛ فبالعلم نبني الفرد والمجتمع، والمعلم هو ذاك الذي أفنى العمر لأجل هذا البناء، وما كان النبي إلا معلمًا ومربيًّا، ولا يدوم بناء من دون معرفة وحبٍّ وولاء ..
أرجو لهذه *الشقشقة* أن يكون لها صدى عند المؤمنين العاملين، والمسؤولين الأخيار، فعليهم تقع المسؤولية والآثار ..
مع تحية وولاء واعتذار
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat