صفحة الكاتب : رزنة صالح

الصبر
رزنة صالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يمشي السراب عاري القدمين في كبد الصحراء، ليغرد فرحًا حين يخدع  أعين المارة، يظنوه ماء، وهو ليس إلا ارتفاع حرارة تنعكس على أحشاء الرمال، ليرى العابر بأنهُ قد نجا، هكذا يصبح الفساد حين يغمر قلب الإنسان، يلهث خلفه وينسى بأن القربة الممتلئة خير من بركة من الوهم، على جذع نخلة ، في مكة اهتز إطار روحي حين رأيتها مربوطة اليدين، أقتربت منها في غفلة
ليشرق سنا نورها على روحيّ،
كيف يُربط النور على يدي الظلمة تساءلت؟
-لتجيب بصوتً مبحوح: حين يعلن النور سطوته لا قوة لظلمة على حبسه إنها مجرد أوهام.
-يديكِ تنزف!
-ولكن قلبي حين احتضن الإسلام برا وجبر، لا تهم اليدين أن كان اليقين يقبع في الروح بأني أنتظر الجنة.
-سمية لماذا تتحملين كُلَّ هذا الألم؟
-من أجل دين جاء ليعز العبيد بعد أن اذلهم كبار القوم، دين يصون الكرامة ويرحم الضعيف ويجبر الكسير يدلنا على طريق الدعوات المجابة.
-ليقطع ذيل حوارنا ظل البعير  القادم اتجاهنا .
-وصوت يعلو ويقول: يا سمية
أنقذي نفسكِ من هذا الألم وعودي لعهدك القديم
-هل أعود لذل بعد أن غمرتني الكرامة؟
أم لظلمة بعد أن وجدت النور؟
افعلوا ما أنتم فاعلين فو الله أن الأخرة خير وابقى.
-اربطوا يديها بناقتين واضربوا عليها لتتحرك،
-قبل ان ترحل قالت  لي سمية :ـ لوجه الله لا يفنى العمل.
-ربطت يديها ولسانها رطب بذكر الله وسمعت صوت تمزق اعضائها من بعيد.
 
غارقة الروح في لج الأنين كلما صرخ البعير صرخت دموعي للإغاثة.
وبعد عناء توقف البعير واعادوها إلي النخلة.
-كيف تحملتي كُلّ هذا يا سمية؟
-السعادة التي تغمر قلبي أكبر من الأذى الذي يمس جسدي.
والفخر بكونّي أول من تُعذب في هذا الدين العظيم يجعلني أصبر وأتحمل والجنة تُنسيني كُلّ هذا السقم.
-لقد سمعت صوتًا قبل قليل وقالت تِلك المرآة إنهُ لصادق الأمين.
-لتفتح سميه عينيها فرحة: إنهُ النبي ماذا كان يقول؟
-لقد قال صبرًا آل ياسر إن موعدكم الجنة.
-هل قالها حقًا" الحمد لله"
-يأتي من خلفي صوت لعجوز بدا على شكلها الظلم والتجبر وتخاطب سمية وكأنها لا تراني.
-هل يفرحكِ هذا الكلام.
-والله بأنهُ أعظم ما سمعت ولو كُتب لي أن أعذب أعوام عديدة لكانت هذه الكلمات كفيلة لتحمل كُلّ هذا الأسى .
ليتسلل خنجرًا حاد ويحتضن أحشاء سمية وتذهب روحها الطاهرة إلى بارئها وتكون أول شهيدة في الإسلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزنة صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/18



كتابة تعليق لموضوع : الصبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net