السيدة المظلومة تاريخياً خولة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام)
احمد عبد الصاحب كريم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد عبد الصاحب كريم

قليلا جدا و ربما يكاد شبه معدوم عند مراجعة المكتبات و قراءة و تتبع الكتب و الروايات ان نجد او نشاهد او نقرأ او نسمع من خطباء المجالس الحسينية عن حياة الطفلة الشهيدة المظلومة السيدة خولة حالها كحال جدتها فاطمة الزهراء (ع) لم يذكروها كثيرا و لم يعطوها حقها و فضلها و كرامتها
خولة ابنة الإمام الحسين (ع) قد يتساءل البعض ما الذي أتى بها إلى منطقة بعلبك ؟ و لماذا يوجد قبرها في هذه المنطقة بالذات ؟ الجواب هو بعد انتهاء معركة الطف في كربلاء و استشهاد الامام الحسين (ع) و اخوته و اهل بيته و اصحابه (رضوان الله تعالى عنهم) بدئت المرحلة الثانية من مراحل بني امية تجاه آل بيت المصطفى (ع) و في اليوم الحادي عشر من شهر محرم الحرام تم سبي أخوات و بنات و نساء الإمام الحسين (ع) بنات الرسالة برحلة شاقة من كربلاء إلى الكوفة و التي انبرت بها سيدة و عقيلة الهاشميين السيدة زينب و الامام السجاد (ع) بفضح بني امية و يزيد و ذيلهم عديم الاصل و النسب ابن زياد ثم تم ارسال السبايا من الكوفة إلى الشام و من الطبيعي أن الرحلة إلى الشام ستمر في بلاد و مناطق كثيرة
اما سبب وجود مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين عليهما السلام في بعلبك ؟
ان ركب السبايا سار من حلب و حماه و حمص مروراً بمناطق لبنانية مختلفة و متعددة وصولاً إلى بعلبك و مرجة رأس العين حيث يوجد مسجد رأس الإمام الحسين (ع) ، و كما هو معروف أن القوافل في السابق و نظراً للسفر الطويل في الصحاري كانت تتبع مجاري الأنهار و الينابيع مخافة العطش و لسقاية الحيوانات التي معهم ، و المنطقة الممتدة من حلب حتى البقاع هي منطقة غنية بالخضرة و أشجار الفاكهة و الأنهار و الينابيع وبالذات منطقة البقاع و بعلبك فخط سير السبايا إذاً كان لا بدّ أن يمر في هذه المناطق و كما تروي السير الحسينية بأن القافلة حطت برأس العين ثم بدير يعرف بدير العذارى القريب من قلعة بعلبك الشهيرة من هنا نعلم لماذا دفنت السيدة خولة في بعلبك و تحديداً بالقرب من قلعة بعلبك الشهيرة
ان قصة استشهاد هذه الطفلة المظلومة لم تذكرها كتب التاريخ حيث كان عمرها ثلاثة سنوات جراء السبي و السير الطويل و العطش و التعب و قام الامام السجاد (ع) بغرس غصن صغير ليكون دلالة على قبرها و مع مرور السنين تحول هذا الغصن إلى شجرة يعود عمرها قرابة 1400 سنة و من معجزات هذه الشجرة سبحان الله ان أوراقها لا تزال تنبض بالحياة و جذورها ميتة
يقع مقام السيدة خولة عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك و هي أول ما يطالعك في هذه المدينة و قلعتها و يحيط بالمقام الذي يُبنى اليوم بأرقى هندسة الأشجار الصنوبرية و وسط بناء المقام توجد شجرة السرو معمِّرة و نادرة عمرها يربو على مئات السنين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat