صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

مشاهد ومشاهد..
علي حسين الخباز

 المشهد الأول:

 سار عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس للقاء مروان بن محمد بن مروان، (وهو آخر خلفاء الأمويين)، فالتقيا بالزاب من أرض الموصل، فهزم مروان، واستولى عبد الله بن علي على عسكره، وقتل من أصحابه خلقاً عظيماً، فأتى مروان حران، وكانت داره ومقامه، ثم هرب منها ونزلها عبد الله بن علي، فهدم قصر مروان بها، وكان قد أنفق على بنائه عشرة آلاف ألف درهم، واحتوى على خزائن مروان وأمواله.
 وعبر مروان الفرات حتى أتى الشام وعبد الله يتبعه، فسار مروان بأهله وعترته من بني أمية وخواصه، حتى نزل بنهر أبي فطرس من بلاد فلسطين، ثم عبر الى مصر. وسار عبد الله بن علي حتى نزل دمشق ونواحيها وقتل من بني أمية قريباً من ثمانين رجلا، قتلهم مُثلة.
وعبر مروان الفرات حتى أتى الشام وعبد الله يتبعه، فسار مروان بأهله وعترته من بني أمية وخواصه، حتى نزل بنهر أبي فطرس من بلاد فلسطين.
وقتل عبد الله بن علي بدمشق خلقاً كثيراً من أصحاب مروان وموالي بني أمية وأتباعهم، ونزل عبد الله على نهر أبي فطرس، فقتل من بني أمية هناك بضعاً وثمانين رجلاً، قتلهم مُثلة، وذلك في ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين ومائة، واحتذى أخوه داود بن علي بالحجاز فعله، فقتل منهم قريبا من هذه العدة بأنواع المثل.
وصل مروان إلى مصر، فاتبعه عبد الله بجنوده، فقتله (ببوصير الاشمونين) من صعيد مصر، وقتل خواصه وبطانته وشاهد من بقي منهم أنواع الشدائد وضروب المكاره، ووقع عبيد الله بن مروان في عدة ممن نجا معه في أرض البجة وقطعوا البحر إلى ساحل جدة، وتنقل فيمن نجا معه من أهله ومواليه في البلاد مستترين راضين أن يعيشوا سَوَقة بعد أن كانوا ملوكا، فظُفِر بعبد الله أيام السفاح، فحبس فلم يزل في السجن بقية أيام السفاح وأيام المنصور وأيام المهدي وأيام الهادي وبعض أيام الرشيد، وأخرجه الرشيد وهو شيخ ضرير، فسأله عن خبره، فقال: يا أمير المؤمنين، حبست غلاماً بصيراً، وأخرجت شيخاً ضريراً..!
 (المشهد الثاني)
 وأدخل بنات مروان وحرمه ونساؤه على صالح بن علي، فتكلمت ابنة مروان الكبرى، فقالت: يا عم أمير المؤمنين، حفظ الله لك من أمرك ما تحب حفظه، وأسعدك في أحوالك كلها، وعمك بخواص نعمه، وشملك بالعافية في الدنيا والآخرة نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمك، فليسعنا من عدلكم ما وسعنا من جوركم. قال: إذن، لا نستبقي منكم أحدا، لأنكم قد قتلتم إبراهيم الامام، وزيد بن علي، ويحيى بن زيد، ومسلم بن عقيل، وقتلتم خير أهل الأرض حسينا وإخوته وبنيه وأهل بيته، وسقتم نساءه سبايا - كما يساق ذراري الروم - على الاقتاب إلى الشام.
فقالت: يا عم أمير المؤمنين، فليسعنا عفوكم إذن.
قال: أما هذا فنعم.
(المشهد الثالث):
 أتى أبو العباس برأس مروان، سجد فأطال، ثم رفع رأسه، وقال: الحمد لله الذي لم يبق ثأرنا قبلك وقبل رهطك، الحمد لله الذي أظفرنا بك، وأظهرنا عليك. ما أبالي متى طرقني الموت، وقد قتلت بالحسين (عليه السلام) ألفاً من بني أمية، وأحرقت شلو هشام بابن عمي زيد بن علي كما أحرقوا شلوه.
ثم قال: أما مروان فقتلناه بأخي إبراهيم، وقتلنا سائر بني أمية بحسين، ومن قتل معه وبعده من بني عمنا أبي طالب (عليه السلام).
(المشهد الرابع):
 عمرو بن هانئ الطائي قال: خرجت مع عبد الله بن علي لنبش قبور بني أمية في أيام أبي العباس السفاح، فانتهينا إلى قبر هشام بن عبد الملك، فاستخرجناه صحيحا، ما فقدنا منه إلا عرنين أنفه، فضربه عبد الله بن علي ثمانين سوطا ثم أحرقه، واستخرجنا سليمان بن عبد الملك من أرض دابق فلم نجد منه شيئاً إلا صلبه ورأسه وأضلاعه فأحرقناه، وفعلنا مثل ذلك بغيرهما من بني أمية، وكانت قبورهم بقنسرين، ثم انتهينا إلى دمشق، فاستخرجنا الوليد بن عبد الملك، فما وجدنا في قبره قليلا ولا كثيرا، واحتفرنا عن عبد الملك فما وجدنا إلا شئون  رأسه، ثم احتفرنا عن يزيد بن معاوية فلم نجد منه إلا عظماً واحداً، ووجدنا من موضع نحره إلى قدمه خطاً واحداً أسود، كأنما خط بالرماد في طول لحده، وتتبعنا قبورهم في جميع البلدان، فأحرقنا ما وجدنا فيها منهم.
أما إحراق هشام بإحراق زيد فمفهوم، فما معنى جلده ثمانين سوطا؟ حد القذف لأنه يقال: إنه قال لزيد: يا بن الزانية، لما سبّ أخاه محمداً الباقر (عليه السلام)، فسبّه زيد، وقال له: سماه رسول الله (ص) الباقر وتسميه أنت البقرة؟! لشدّ ما اختلفتما..! ولتخالفنه في الآخرة كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة وترد النار. وهذا استنباط لطيف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/28



كتابة تعليق لموضوع : مشاهد ومشاهد..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net