تتميز نصوص الكاتبة افياء الحسيني في مجموعتها (سماوي )بالعديد من المزايا ،منها الانفتاح على االكثير من المواضيع الأسرية والتربوية ولها قابلية احتواء الافكار وأستيعاب مختلف القضايا الاجتماعية عبر نصوص متنوعة حيث تكون أعمدة صحفية ، افكار تواكب العصر بقصديات متنوعة مثل ( نون النسوة ) عبارة عن مناشدة الى شيوخ العشائر المبجلين بإبعاد النساء عن سطوة الفصول العشائرية ، وعن مقايضة النساء في التعويض ( الدية ) أمر مجحف في حق المرأة ، ومواضيع في التراث والقيم والاخلاق وتنشئتها في قوالب صغيرة وسريعة تقدم كل موضوع باتجاه معين ، من المواضيع ما يخص الأسرة بمعنى ضرورات البناء الاسري ( الرجل الذي يحكم عائلته بالعنف عليه مراجعة النفس ، ) معنى انها توصلت الى سر القسوة عند الرجل وشخصتها بانها عبارة عن ترسبات نفسية لاشعورية ، سعت ان تعبر عن الظروف المربكة التي تمر بها الاسرة العراقية ، لتخلق منه نتاج ثقافي مؤثر فكريا ، ففي التربية الصالحة ،ترى اننا تحت شعار التربية والتقويم ، نقف حجر عثرة امام استمتاع فلذات اكبادنا بطفولتهم ، كثير من الاباء وبعض المعلمين لا يعرفون من فنون التربية والتوجيه الا المفردات المحتقرة ، والعصا الغليظة التي تنخر في شخصياتهم الوادعة ، وتصلهم الى العدوانية والتوتر والخوف والاكتئاب ، توجت هذه النصوص روح المسؤولية والانتماء والحب والقيم المستخلصة من تجربة القراءة والثقافة ، نجحت الكاتبة بالغوص في تلك المفردات الاجتماعية ، لتقدم لوحة أديب بليغة من خلال تشخيص سليم ، وفي كل موضوع لها انطلاقة مع قضية جديدة برؤية واثقة ، فمن يجهل دينه ويرتمي في احضان فكر تغريبي ميت ، وهو منبهر بشكليات سطحية لا يغور في اعماقها قاده عميه الى الانسلاخ عن مجتمعه واعلامه خرقا ضد كل ما يميت للاسلام بصلة ، من منطلق كنسي عفا عليه الزمان كانت الكنيسة تسعى للقضاء على التحرر الفكري خشية التأثير بالفكر الاسلامي ، هذا الاعمى يجهل الاسلام فيحمله مسؤولية تصرف الكنيسة ، العالم يتجه الى الفردية والى العزلة ، التقدم لدى الغرب يعني تهديم الروابط الاسرية ، لهذا أجد ان أي صوت نحو فاعلية القيم العائلية ترسخ عند المتلقي أهمية الترابط الاسري والاجتماعي ، من خلال التخطيط الامثل لحياة افضل ، المرء لايتسنى له احترام مجتمعه مالم يؤت حظا من الاهتمام والرعاية ليكون جزءا من الآسرة الاجتماعية ، الواقع مهما كان فهو لايمنعنا من معرفة ما نريد ، يجب ان تترسخ تلك الافكار في أذهاننا لتصبح جزءا من هويتنا بحيث نزرع الامل حتى لو كان رمقا أو بصيصا من ضوء خافت ، النصوص في حراك دائم ، وهي تضم انواع من العناوين منها ما يخص الاسرة والتربية والتعليم وثقافة الأم ، ومحدوديات الفكر والنصائح ، والبحث عن كل ماهو مؤثر في الفرد والأسرة ، كل شيء في الحياة له روح ومعنى وسلوك الشكل يعزز المضمون الواقعي يحاول أختصار الفكرة ، ومن خلالها نبصر المشكلة ــ الاسباب والمعالجة ، بالتكثيف ومعنى انها لاتتحدث خارج المشكلة بل هي كيان حي ينبض في القضايا التي تعرضها ، مثلا لو تأملنا في مشكلة ، الفاظ الطفل الخشنة ، وتعتبرها خللا ليس بالطفل، كان لزاما على الوالدين مراقبة عملية احتكاك الطفل بعلاقاته الانسانية واللغة المتداولة بين من يختلطون بالاسرة والطفل ، ، الاسر على وعي بان الحقيقة الحياتية ،فيها مفاجئات مذهلة ، سأل المعلم التلميذ الموهوب كيف أصبحت موهوبا ، فاجاب جميع الطلاب موهوبين لكن انظمة التعليم وأسس الانحراف الاجتماعية تعمل على اجهاض المواهب ، الابداع لايحده سقف أو نوع دائما هو ارادة مطلقة من التعبير تصل احيانا الى الومضات الفكرية التربوية مثل بعض الاباء ينتقدون الطفل لخطأ ولاينتقدون الخطأ نفسه ، علينا ان نقول الفعل سيء ــ لا الطفل سيء ، الافكار التي تأتي في اطار التكثيف وعبر مبالغة مباشرة تحمل افكارا رفيعة ، ان تحريك المياه الراكدة عن قضايا نعيشها قبل ان تعيشنا ، المواضيع كتبت بلغة مكثفة ومبسطة سعت لكسب الفهم العام ، ، ربما هناك من يرى انها مواضيع نمطية ، لكن بمعنى العمل المدروس لها القدرة على اجتذاب المتلقي ،والقدرة على التأثير في مساحة العلم الاسري والثقافة الاسرية لكنها تعمل برؤى الحداثة فهي ترى مثلا من الجريمة ان يتحول الطفل العراقي الجميل الى ارقام احصائية في سجلات مؤسساتية ، تتاجر ببرائته وصحته بدل الاهتمام به جديا ، لكون هذا الطفل الجميل تعرض الى اوجاع بيئية خاصة لم يتعرض لها أي طفل في العالم والقراءة تستمر
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat