الشعائر الحسينية مدارس عظيمة.. تربي رجالاً وتصنع أبطالاً..
علا الحميري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علا الحميري

نُشرت الرايات وعُلِقت على جدرانِ البيوت، و كُتِبت عليها عبارات وكلمات مُسَطّرة بإحرفٍ من نورٍ، صدحت مآذن المواكب والحسينيات بصوت حمزة الزغير وقصيدته (يا شهر عاشور هيجت الحزن، بـيـك ابـو السجاد دلاله إنفطر)، و بدأ الناس بإقامة الشعائر الحسينية، كلٌّ في منطقته للتعبير عن الحزن والأسى بهذه الذكرى الأليمة.
نصب تكيته ذي السبعة اعوام، التي صنعها له والده من الخشب منذ عام قد مضى، قام بتغطية خشبات التكية بقماشٍ أسود وثبت عليها رايةٌ ترفرف عند هبوب الرياح، طلب من والدته أن تحضر له بعض المواد التي يمكن له وضعها عليها - شيء من (الشاي والكعك).
اخذ الشبل الحسينيّ الصغير بتوزيع الطعام وتقديم الشاي و سقاية الماء لموكب الزنجيل الذي كان يمر يوميا بطريق منزلهم و قلبه يتغدق فرحاً؛ لأنه شعر انه قدم شيء يسيرا في سبيل الحسين عليه السلام، فكما اخبرته والدته ان لعمله هذا ثواب كبير.
كان والده يأخذه معه بشكل يومي لمآتمِ العزاء المقامة في حسينية منطقتهم، كان يصغي باهتمام لما يقوله خطيب المنبر وذلك بطلب من والدته لكي يتشاركوا ثواب العزاء فكان بمثابة جهاز تسجيل يسجل ما يحصل و يدور في تلك الحسينية لينقله لوالدته بحسب ما يفهمه عقله من كلماتٍ؛ وذلك لصغر سنه.
عندما أشتد عود ذلك الصغير و اصبح فتى يانعاً، اخذ يشارك بموكب التشابيه مؤديا دور سيده وإمامهُ القاسم ابن الحسن (عليهما السلام).
دارت الأيام ليمتحن الله قلب وإيمان ذلك الفتى، فبالأمس كان مرابطاً في المآتم و المواكب وها هو اليوم يرابط في جبهات القتال ملبيا فتوى سيده و مرجعه بالدفاع الكفائيّ.
بالأمس كان يقدم الشاي ويسقي الماء
واليوم.. يقدم دمه في سبيل الله و يسقي ارضه عزةً و كرامةً وإباء..
ليدون ويثبت بدمه ان الشعائر الحسينية مدارس عظيمة، تربي رجالاً وتصنع أبطالاً، وتُخرجُ شجعاناً أباةً للضيم، أعزاء، كرماء، أوفياء، يجودون بكل شيء من ماءٍ وشاي وطعام ومال وحتى الدماء في سبيل الله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat