في العراق.. نسبة الحرائق في المحاصيل الزراعية تتراجع بسبب العوامل الطبيعية
نسبة الحرائق في المحاصيل الزراعية تتراجع والسبب العوامل الطبيعية اذ كانت الحرائق وما زالت من العلامات الفارقة لصيف العراق، ولم يزل الدفاع المدني يسجل أعدادا كبيرة منها، لكن ما لوحظ العام الحالي قلة أو انعدام حرائق المحاصيل والأراضي الزراعية، بعد أن شكل هذا النوع من الحرائق ظاهرة في السنوات السابقة، فيما يقدم المعنيون تفسيرا على صلة بالجفاف.
ويقول مدير إعلام الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن، إن “تراجع نسبة الحرائق في المحاصيل الزراعية يعود إلى انخفاض حجم الزراعة بسبب الجفاف، فهذا ما أدى إلى تقليل نسبة الحرائق لأن المحاصيل غير موجودة أصلا حتى تحترق كما يحصل خلال السنوات السابقة”.
ويبين عبد الرحمن أن “الدفاع المدني اتخذ الكثير من الإجراءات الاحترازية لمنع الحرائق في المحاصيل الزراعية، بينها نشر مفارز قرب الأراضي الزراعية، وقد اندلعت حرائق قليلة جدا تمت السيطرة عليها بأقل الخسائر، وهي نشبت في مساحات غير كبيرة كما كان يحصل في السنوات السابقة”.
ويوضح أن “العراق سجل خلال شهر تموز السابق 3077 حريقا، وهو رقم كبير لكنه متوقع”.
لافتا إلى أن “47 بالمئة من هذه الحرائق كان سببها التماس الكهربائي، أما البقية فقد اندلعت لأسباب عدة، والحرائق التي نشبت بفعل فاعل نسبتها قليلة جدا”.
واندلع يوم أمس الأحد، حريق كبير بمحال تجارية متخذة كمطاعم ومكاتب استنساخ مقابل سوق الثلاثاء بمنطقة زيونة في بغداد.
وكانت مديرية الدفاع المدني، أعلنت الشهر الماضي، أن عدد حرائق النصف الأول من العام الحالي بلغت أكثر من 13 ألف حريق، فيما بينت أن التماس الكهربائي وعبث الأطفال والإهمال هي أبرز أسباب الحرائق.
وكانت حقول الحنطة في العراق قد تعرضت إلى حرائق كبيرة، ففي عام 2019 أتت النيران على 52 ألفا و930 دونما، وذلك بعد توقع وزارة الزراعة وصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من المحصول، بعد أن كان يستورد الحنطة من أمريكا وأستراليا.
وتجددت هذه الحرائق في أيار مايو 2020 أيضا، وشملت 16 محافظة، وبحسب بيان مديرية الدفاع المدني آنذاك، بلغت إحصائية الحرائق للفترة من 21 نيسان أبريل ولغاية 22 أيار مايو، للمحاصيل الزراعية 164 حادثا، وشملت احتراق مساحة 101 ألف و222 دونما من المحاصيل الزراعية.
من جهته، يعزو قائممقام قضاء بعقوبة في محافظة ديالى عبد الله الحيالي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، عدم تسجيل حرائق كبيرة في المحاصيل الزراعية خلال العام الحالي، إلى “عدم وجود كميات كبيرة من المحاصيل بسبب الجفاف الذي يمر به العراق، والذي أثر بشكل كبير على الخطة الزراعية”.
ويضيف الحيالي أن “أغلب الأراضي الزراعية كانت بلا محاصيل، ولهذا لم تشهد أي حوادث احتراق كما كان يجري في كل سنة، كما أن بعض الإجراءات الأمنية الاحترازية منعت احتراق الأراضي المزروعة”.
ويشير الحيالي إلى أن “أسباب حرائق المحاصيل الزراعية كانت متعددة، حيث كان عناصر تنظيم داعش يتسببون ببعضها، والبعض الآخر يندلع نتيجة خلافات بين المزارعين أو ارتفاع درجات الحرارة أو الأخطاء والإهمال من الفلاحين”.
وتعاني محافظة ديالى فقدان أغلب أراضيها الزراعية وغياب الخطط الزراعية، وعدم وجود دعم للمزارعين فيها، حتى تركوا أراضيهم ولجأوا إلى مهن أخرى مثل قيادة سيارات الأجرة، بهدف توفير قوت يومهم.
وترتفع وتيرة الحرائق بشكل حاد في العراق، خلال ذروة فصل الصيف، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة لمستويات عالية، ما يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي في أغلب الأبنية والأسواق الشعبية.
ومنذ العام الماضي، وبسبب شح المياه، خفضت وزارتي الزراعة والموارد المائية الخطة الزراعية إلى النصف، وبحسب وزارة الزراعة فأن إنتاج الحنطة خلال الموسم الحالي سيكون أكثر من 3 ملايين طن.
وكانت مديرية الدفاع المدني، كشفت في وقت سابق، عن انتظارها تعديلا على قانون الدفاع المدني، من شأنه أن يتيح لها صلاحيات أكبر للحد من المخالفات المرتكبة بشأن إجراءات السلامة.
وتتصاعد الحرائق في العراق بشكل كبير، ففي عام 2016 كانت 15 ألفا و140 حريقا، في حين سجل العام الماضي 31 ألفا و400 حريق.
ومن أبرز الحرائق في العراق العام الماضي، هو الحريق الذي طال مركز عزل المصابين بفيروس كورونا في مستشفى ابن الخطيب بالعاصمة بغداد، في نيسان أبريل 2021، ومن ثم لحقه في تموز يوليو حريق طال أيضا مركز عزل المصابين بالفيروس في مستشفى الحسين التعليمي بمحافظة ذي قار، وقد أدى الحريقان إلى سقوط مئات القتلى والجرحى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat