احذروا من دول الخليج
د . مقدم محمد علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان دول الخليج وبالاتفاق مع الدول العظمى تناضل من اجل ايجاد موطئ قدم لها في العلاقات الدولية و الاقليمية منطلقة من سياستها المصلحية ، فهي دول صغيرة وإمارات ومشايخ تشعر مهما حازت على الغنى والرخاء انها مهددة من بلدان الجوار ، وانها محسودة على نعمتها وأول الحساد هم البلدان العربية غير النفطية ، وطبقا لعلم نفس الدول – ان جاز التعبير- تشعر دول الخليج بان استقرارها مبني على خراب الاخرين ، ومن خلال الاحداث التي مرت في العقدين الماضيين يتضح ان عقدة النقص قد دفعت هذه الدول الى الدخول بصراعات بالنيابة فهي تدفع المال والآخرون يقومون بالمهمة ، و اوضح مثال على ذلك دفعها صدام على ايران للتخلص من شر الاثنين ، وعندما دخل صدام الكويت تفاجأ الخليجيون بصديق الامس الذي اصبح عدوا اليوم ، فاتجهوا الى ماما بريطانيا وبابا بوش لتخليصهم من صدام .
وقد عادوا الى نفس اللعبة مع القذافي ، لانه معروف بعدائه لمشايخ الخليج وخاصة السعودية بالإضافة الى ان ارض ليبيا واسعة جدا وتذكرهم بعقدة النقص المركبة و لو كانت عبارة عن صحراء ، المهم انها كبيرة المساحة ، بينما احتضنوا المخلوع بن علي ضيفا ملكيا ، كما ليس خافيا ان السعودية غير راضية عن اسقاط مبارك والمكالمات الهاتفية المتشنجة بين ملكها و اوباما كانت مشهورة ، لكن الشعب المصري كان واعيا ولم تنطل عليه اللعبة. اما تعاملها مع اليمن فكانت لعبة الوساطة بين الاطراف ، فاليمن لا يشكل تهديدا لدول المنطقة وخاصة اسرائيل ، و الافضل تركه مسرحا ومرتعا للقاعدة الى حين .
ان اللعبة الاكبر ستكون في سوريا ، لانها تشكل عقدة الصراع ، فاذا انحلت العقدة شارفت المسرحية على الانتهاء ، لكن سوريا وما ادراك ما سوريا ، سوريا تعني روسيا والصين ، ومن غير المعقول ان تسمح روسيا بخسران بعدها او معقلها الاخير على البحر المتوسط والدول الاوربية المطلة عليه ، ففي اول مواجهة كلامية بين لافروف ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ، انسحب الاخير شاعرا بحجمه الضئيل امام الدب الروسي ، ثم تغيرت الخطة باتجاه تركيا لانها تمثل حلا بديلا ، وهي بحاجة الى الاستثمارات الخليجية ، وفي نفس الوقت تعقد صفقة معهم حول الاكراد ، وتحت نفس الشعار( من عندي المال ومنك العيال ) ، وكلها بصفقة واحدة نتخلص من سوريا ومن حزب الله اولا ثم من ايران وإضعافها وإشغالها اما بالحصار او التهديد بالحرب ، ثم العراق وقضية الاكراد والسنة والشيعة ، وبذلك تستقر اوضاع الخليج ويشبع الملوك والأمراء ، ويطمئن الشيخ القرضاوي لان حمد بن جاسم قد اشترى عمارة في امريكا بـ ( 50) مليون دولار ، المهم يبقى الشيوخ بصحة وعافية والشعوب الى الجحيم ، وفي راس القائمة العراقيين لان عقدة النقص تجاهه تكون متضخمة ، بلد حضاري وذو تاريخ وغني بالنفط ، فهو منافس قوي للسوق القطرية بالغاز ، وكذلك يشكل الممر الرابط بين الشرق والغرب ، فالموانئ الاماراتية ستخسر موقعها التجاري ، علما ان الامارات شريك الكويت الاستثماري في ميناء المبارك ، وهو المنافس القوي للسعودية في سوق النفط العالمية بالاحتياطي و بالانتاج اذا ما طبق خطته بزيادة الانتاج والبالغة على مدى السنوات القادمة اكثر من خمس ملايين برميل ، لذلك ينبغي اليقظة والحذر فالدوافع اقتصادية ونفسية بحته وليس لها علاقة بمصلحة السنة والشيعة ، فهما فقط عنوان اللافتة التي تلوح بها في تفرقة العراقيين .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . مقدم محمد علي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat