صفحة الكاتب : عبير المنظور

القمران المذبوحان
عبير المنظور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 على امواج الفرات الرقراق انعكست صورة قمرين صغيرين واقفين على شاطئه الذي لا يزال يئن حزناً على قمر العشيرة .. امسك كل قمر بيد الاخر في لحظات الوداع الاخيرة وعيناهما تحكي الكثير بلحظة صمت رهيبة عمت ارجاء المكان .

وتاها مع زحام الذكريات التي مرت امام ناظريهما سراعاً قبل ان يحز السيف نحرهما .
  لحظة انتقلت ما بين اعمدة الدخان والسنة اللهب والنيران التي استعرت في خيام الحسين (عليه السلام) ظهيرة عاشوراء وبين سنابك الخيول التي سحقت اوصال القتلى الزواكي للعترة الطاهرة ووسط صرخات الاطفال والنساء تعثرت خطى هذان القمران ليلوذا بالفرار .

ومرت لحظة اخرى في قطار الذكريات الاليمة حيث الكوفة التي جرهما القدر اليها متتبعين اريج السفير وصوت صرخاته وجهاده في تلك المدينة الناكثة للعهود حتى افل نورهما وغُيّبا في سجونها . 

وبرقت لحظة اخرى عادت بهما الى هروبهما من ذلك السجن ووصولا الى هذه المدينة التي لم تعطيهما حق الضيافة وحق القرابة للرسول وحق الطفولة والبراءة ، هنا حيث كرر سكين الغدر فعلته وطعن السفير مرة اخرى بقمريه اليتيمين حيث خانهما قربى من اجارتهما واخذهما الى حيث هذا الشاطئ ليذبحهما طمعاً بالجائزة .

في هذا المقطع الزمني توقف قطار الذكريات في اللحظة الاخيرة وانتهى الوداع وحان وقت الموت وأزفت تباشيره، هنا نطق الصمت وبدأ القمران الكلام وطلبا ان ينهيا رحلتهما بالصلاة فكانت لهم اللحظة القدسية في تلك الرحلة الاخيرة، اعقبها طلب اخير من كل قمر ان يذبح قبل الاخر .

وانعكست اخر صورة لهما على شاطئ الفرات ، صورة رأسي القمرين المذبوحين وهما يقطران دماً من المخلاة ، وكأن الفرات له موعد آخر مع قمرين الهاشميين صغيرين فلم يكتف بالقمر الاكبر ودمائه الطاهرة بل امتزج ايضا بدماء القمرين الصغيرين وجسديهما الطاهرين الذي احتضن كل منهما الاخر ليجريا معاً  الى كل مصبات العالم الإنسانية لتروي لها معالم الاباء وظلامة الطفولة المذبوحة في كربلاء .

والسلام عليكم يا سادتي ويا موالي ولدا مسلم بن عقيل وعلى ابيكما ورحمة منه وبركات .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبير المنظور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/24



كتابة تعليق لموضوع : القمران المذبوحان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net