الأطفال ضحية التطور.. فمن المسؤول عن ذلك؟
مهند الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهند الفتلاوي

تعد رسالة التعليم رسالة سامية على مر العصور، كما أن المعلم يعد واحداً من الركائز المهمة في المجمع، فهو المربي الفاضل ومنشئ الأجيال، يبذل قصار جهده من أجل أبناء بلده، لكن المدرسة لا تستطيع أن تؤدي واجباتها التربوية والتعليمية بشكل متكامل مع غياب التعاون من قبل البيت وأولياء الأمور تحديداً مع المدرسة، فهي سلسلة متكاملة لا يمكن فصلهما عن بعضهما، فما يتلقاه الطالب في المدرسة من دروس وقيم ومبادئ يجب أن تُعزز من قبل ولي الأمر لتكتمل الصورة في مخيلة الأطفال وتُترجم على أرض الواقع من خلال تصرفاتهم واحتكاكهم مع زملائهم في المجتمع، لكن التطورات التي نشهدها اليوم، والانتشار الواسع للشبكة العنكبوتية وسيطرتها على جميع أرجاء المنطقة وما تضمه من مواقع الكترونية وألعاب متنوعة باتت تشكل خطراً على أبنائنا الطلبة، ليس فقط لعدم السيطرة عليهم في استخدام الانترنت، بل هنالك الكثير من أولياء الأمور جرفهم التيار وأصبحوا رهينة للأجهزة الإلكترونية والافراط الشديد في استخدامها يومياً وضياع الكثير من الوقت من دون فائدة تُذكر، مما تسبب بإهمالهم لأبنائهم المتعلمين وعدم متابعتهم لمستواهم الدراسي طيلة أيام السنة.
وبمرور الأيام يصبح الطفل ذا شخصية ضعيفة وليس له اساس ديني واجتماعي قوي، وربما تصدر منه بعض السلوكيات غير المرغوب بها داخل الأوساط المجتمعية أحياناً، ومرفوضة أحياناً أخرى، نتيجة الاهمال والتقصير في متابعة تصرفاته وسلوكياته التي يتعلمها من محيطه الذي يعيش فيه.
وهنا لا أنكر وجود العديد من أولياء الأمور الذين يستحقون الثناء لاهتمامهم المتواصل بأبنائهم وتواصلهم المستمر مع المدرسة، لكن هذا الاهتمام بدأ يضعف في الآونة الأخيرة، ويأخذ مساراً آخر بمرور الأيام، لذا يجب علينا أن نلتفت إلى هذه المشكلة التي أضحت تشكل خطراً على مستقبل أبنائنا الطلبة، فمتابعة ولي الأمر لأبنائه لا تقتصر على محاسبتهم بصورة شديدة وعنيفة تجعلهم يكرهون المدرسة والتعليم، بل يجب على ولي الأمر أن يخصص وقتاً لأبنائه، ويقترب منهم ويسمع مشكلاتهم، ويحاول إيجاد الحلول الناجعة لها.
ولا يكفي استخدام أسلوب النصح والارشاد لوحده في تربية الأبناء، فكيف يمكن لابنك أو ابنتك أن تترك استخدام الأجهزة الالكترونية والانترنت تحديداً وأنت تقضي معظم وقتك منشغلاً بتصفح المواقع، لا شك أن الطفل يقلد أباه وأمه بصورة كبيرة جداً، وهذا ما أكده العلماء والمتخصصون في أبحاثهم.
عزيزي ولي الأمر المحترم، أبناؤنا أمانة في أعناقنا، علينا أن نكون على قدر المسؤولية في تربيتهم وتعليمهم على قيمنا ومبادئنا وعاداتنا التي تعلمناها من معلمنا الأول محمد (ص) وأهل بيته الأطهار، ونتحمل العبء الأكبر في ذلك، من خلال المتابعة المستمرة لهم وتشجيعهم على السير بخطى واضحة تضمن لهم حياةً أفضل؛ لأن انتشار العادات السيئة بشكل واسع وعدم السيطرة عليها سيؤدي إلى الاخلال في بنية المجتمع، وفقدان العادات والتقاليد الموروثة من آبائنا وأجدادنا عبر الزمن.
لا أريد هنا نكران الجميل لبعض الخدمات التي تقدمها شبكات الانترنت واختصار المسافات وتوفير الوقت في انجاز الكثير من الأعمال في جميع أنحاء العالم، فهذه الخدمات على شقين، منها ذو مواصفات جيدة ومفيدة، والأخرى سيئة وخطرة، ولك حق الاختيار، فالأول يضمن لك ولأبنائك حياة أفضل، أما الشق الثاني فسيقودك أنت واسرتك إلى طريق مظلم لا يُرى فيه النور.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat