صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من أدب فتوى الدفاع المقدسة  (كيف تريدني أن أتركك..؟)
علي حسين الخباز

 لا يمكن لي أن أفعل ذلك، صعب عليّ أن أتصور ما تريده مني، كل شيء في الحرب ممكن أن يحدث، مثلاً ممكن أن تتحول الأرض الى سماء وهي تشتعل، وممكن أن السماء تغضب فتثور، ولكن أن أتخلى عنك في مثل هذا الظرف، فتلك قطنة اخرجها من اذنك، كيف تريدني أن أتركك تنزف وارحل بعيداً عنك؟ قال: تعال لنصلح شأن الموت اذا كان لا بد لنا أن نموت.

أتذكر، حين كنا في المعتقل كان رجل المخابرات ينظر الينا بحقد ويسأل: هل يمكن أن يطلع منكما كل هذا البلاء؟ لقد عانيت كثيراً يا صاحبي، احرقوا بيتك واعتقلوا زوجتك وصادروا أموالك.
 أتذكر حينها قلت لي: لا مكان لي عندكم، كان ذلك يوم أن علمتني معنى الصمود، لا يا أخي، لا يمكن أن أفعل ذلك، كيف تطلب مني أن أتركك تصارع الموت وحدك؟  وهذا النزف ليته في قلبي، يعذبني لأنه فيك .
أتذكر، حين ذهبت لتعيش واهلك في خرابة تقع في الكوت؟ قلت لك: إن كل شبر في العراق احتله رفاق البعث الأغبر، ولم يبق امامك سوى الهور، هناك مأوى الرفض فذهبت، وتريدني الأن أن أتركك وحدك وارحل؟ لا وعلي (عليه السلام) لا يمكن أن افعل ذلك، وددت لو أني أستطيع أن أنقلك بعيداً الى حيث الأمان، او أتمنى أن أموت أنا بدلاً عنك .
أتذكر أول عمل فكرنا به بعد سقوط صدام هو اننا انشأنا موكباً حسينياً يخدم الزوار، كنت تقول لي: إن المواجهة الحقيقية مع البعث الساقط هو ادامة المواكب واحياء المجالس الحسينية ومساعدة الفقراء، والان لا ادري بأي لسان تقول لي اتركني واذهب دافع عن نفسك..؟ أنت نفسي يا اخي، كيف تريدني أن أتركك وانا الذي قاتلت معك في اليوسفية حتى طهرناها من العصابات؟ واشتركنا معاً في معارك الكرغول، حويش، سامراء، والرميلات..؟
 أتريدني أن أتركك الآن، وانا الذي اشتركت معك في عزيز بلد، وجرف النصر، والفاضلية، والعوينات، والزلاية، ومكيشيفة، والنباعي، والكسارات، وبيجي, والجسر الياباني وسبع البور وانتهاء بمعراج واحد في قاطع الثرثار كل هذه الذكريات عشتها معك، وهي معي في كل وقت، تريدني أن أتركك وأذهب لأدافع عن نفسي؟
 أنا لا أخاف الموت، وإلا كنت جلست في بيت اهلي, أغرب ما كنت أفكر به انك كنت تعلم اننا سنفترق هنا؟ كنت تعرف أن هذه المنطقة القريبة من بحيرة الثرثار هي منطلق الرحيل قلت لي حكمتك البليغة ونحن محاصرون لمدة ثلاثة أيام، حتى لو أتت النهاية لتأتي، لكن المهم اننا لا نموت، سنبقى احياء ما دام العراق يتنفس الهواء، حتى في ساعة نزفك لم تنسَ العراق، الله معك يا صديقي، الله معك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/06



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة  (كيف تريدني أن أتركك..؟)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net