صفحة الكاتب : عبد الخالق الكعبي

الشموع موروث فرح واستذكار
عبد الخالق الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من العادات السائدة في ليلة الخامس عشر من شهر شعبان المبارك أن تُشعل الشموع ونطلب أمنيةً أو طلباً من الله تعالى بشفاعة الإمام المهدي (عجل الله فرجه)؛ لكي تتحقق، طلب مني أبي أنّ أذهب لأشتري بعض الشموع، فذهبت إلى إحدى الأسواق القديمةِ القريبة من المقام المبارك للإمام في كربلاء، فوجدت رجلاً عجوزاً في دكان قديم الطراز يبيع الشموع فبادرته:
- السلام عليكم.
- وعليكُم السلام، تفضل يا بني.
- هل لي ببعض الشموع ايها العمّ؟
- وأي نوع منها تريد؟
فنظرت بتعجب وقلت له: وهل هناك أنواع للشموع؟!
فابتسم بوجهي وقال: بالطبع يا بني.
- هل يمكنك ان تعددها لي يا عمّ؟ 
- بالطبع لكن سيطول الحديث قليلاً تفضل واجلس.
هنالك الطبيعية منها والصناعية، والمعطرة منها والملونة ايضا.
- وما الفرق بين الطبيعية والصناعية؟ 
- الشموع الطبيعية تقسم بدورها الى قسمين: الحيوانية والنباتية، الشمع الحيواني صلب في الحرارة الاعتيادية إلا أنه لين مع الحرارة، يستخدم وحده أو يخلط بشمع النفط، لصنع الشموع والمواد الملمعة والمنتجات الأخرى، الشمع الحيواني يتكون من: شمع النحل، الذي ينتجه حينما يكوِّن قرص العسل، والثاني شمع صوف الغنم يتكون من طبقة شحمية توجد على الصوف غير المعالج. وهو نوع من شمع الصوف يستخدم في صنع مستحضرات التجميل.
 أما الشموع النباتية فأهم أنواعها الشمع الكارنوبي الذي تفرزه شجرة بلح الاستوائية، وتكتسي أوراق نخيل الكرنوبية بالشمع الكرنوبي وهو من أصلب أنواع الشمع النباتي وأكثرها استخداما، ويبقى هذا الشمع صلباً في الجو الحار، وهو أحد المكونات المهمة في شمع السيارات وغيره من الملمعات، وتضم الأنواع الأخرى من الشمع الغار الشمعي وشمع كانديليلا .
نظرت مندهشا إليه عن كمية المعلومات التي لديه:
- انه شيء مبهرٌ ياعمّ، وماذا عن الصناعية؟!
- لها مصدران شمع معدني أو كيميائي، أو مصدره مشتقات البترول، وله أنواع ثلاثة تصنف من حيث درجة الانصهار والقساوة واللون.
- ومن اكتشف الشمع ياعمّ؟
- استخدمت الشموع من قِبَل اليونانيين القدامى، ومن ثم بدأ الرومان بصناعة الشموع بشكل منخفض في بداية العام 500 ق.م. وكانت تصنّع في العصور القديمة من الشحم وشمع العسل، حتى أوائل العصور الوسطى حيث كانت الزيوت المستخدمة لإنارة المصابيح المصنوعة من الزيتون متوفرة بشكل واسع، ولكن مؤخراً تم صناعتها من العنبرية والدهون الحيوانية المبسترة (المنقاة) وشمع البارافين.
اشتريت منه بعض الشموع المعطرة لإيقادها على النهر، ومن المفارقات، بعد عدة أشهر عدت إليه لاشترى شموعاً لإحياء ليلة استشهاد سيد الشهداء أبي عبد لله الحسين(عليه السلام)، فمن العادة أن نشعل الشموع في هذه الليلة لنعبر عن أحزاننا بهذا المصاب العظيم.
وقد علمت حينها أن الشموع ليست مجرد شيء ماديّ بل إن شعلتها اعمق من ذلك إنها فكرة تمثل الشعلة في أحزاننا، وفكرة تمثل الشعلة في افراحنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/30


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • جائزة نوبل  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : الشموع موروث فرح واستذكار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net