مرجعية عابرة للحدود والطوائف والقوميات
هدى الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هدى الحسيني

وسط بستان الزهور الكبير المليء بالأزهار، المختلفة الالوان، لا بد ان تبرز زهرة ما بعطرها، وبتلاتها ورحيقها فتجذب اليها الانظار والقلوب، وعندما تمر انت ايها القارئ، أو انا على ذلك البستان، وتأخذ تلك الزهرة المميزة بمجامع قلوبنا، لا نسأل عن البلد، او الجنسية التي تنتمي اليها تلك الزهرة، واذا ما سألنا وعرفنا جنسيتها، او موطنها الاصلي فلن يغير ذلك شيئا من عطرها، وجاذبيتها، هكذا هي زهور العلم الفواحة في حوزاتنا المقدسة، فلا يسأل طالب العلم عن جنسية هذا العالم، او ذاك ليتعلم منه و حتى أهلنا منذ الغيبة الكبرى كانوا لايعتنون بذلك، فالاهم هو عبق الاسلام الفواح من اسارير المرجعية وقيادتها للمسلمين.
وهذا الأمر هو الذي ميز المؤسسة الدينية الشيعية عن غيرها من المؤسسات الدينية، بالأضافة إلى ميزة استقلالها التام في قرارتها، وانفصالها التام عن الدولة.
كما تمتاز ايضاً بعدم انحصار المرجعية بعائلة، او نسب معين كذلك لاتنتقل المرجعية بالوراثه من الاب الى احد الأبناء بل احياناً يستقبح مثل هذا الفعل.
كل هذه المقومات كانت مصدر قوة المؤسسة الدينية الشيعية، وسر تماسكها، وهذا ماجعلها تتعرض للهجمات الشعواء من قبل الأعداء، بين الحين والآخر؛ من اجل اضعافها، فنرى احياناً دعوات برفض قومية أحد المراجع، او مطالبات بأن يكون المرجع من نفس جنسية البلد، هم لايدركون ان مرجعيتنا الدينية عابرة للحدود، والطوائف، والقوميات. وهذه المحاولات الهدف منها اضعاف المؤسسة الشيعية، والغاء احد مميزاتها، وبالتالي انهيارها حتى تصبح كغيرها من المؤسسات الدينية.
لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن؛ المرجعية مؤسسة مسددة من السماء، وستبقى كذلك لحين ظهور حجة الله على الارض، صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat