عريبي واسلوب وجيه الساخر
د . مقدم محمد علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يظن بعض ( المسفطجية ) ان الاسلوب كلما كان بذيئا وحادا كلما زاد تأثيره في الخصم ، وهنا تعود بي الذاكرة الى بعض الامثلة من مواجهات النقائض بين جرير والفرزدق ، حيث السب والشتم والاقذاع ، لكن لغة النقائض كانت خفيفة الظل على المسامع تستدر الضحك على المحيا ، فتبادر الى ذهني مثال اخر عن شاعرين عرفا بالمجون والفحش وسلاطة اللسان ، وهما ابن سكرة الهاشمي وابن الحجاج اللذين عاشا في القرن الخامس الهجري وكانا مشهورين بسخف القول وبذاءة اللسان ، ثم ابى وجه الانصاف والمعدلة ان اقارن هذين الشاعرين على الرغم من ( خرائياتهما ) بذلك الذي قرأته لعريبي في رده على الكاتب الساخر وجيه عباس ، حتى السخرية لها اصول وضوابط .
ان هذا اللون من الافحاش في القول يظهر مدى العفونة النفسية الحاقدة والمريضة الشبيهة باسلوب تمطيط الشفاه لدى العواهر وبغايا الملاهي من ذوات اللهجة العفنة ، وهي محاكاة لاساليب ( الخوشيه ) وقطاع الطرق لا بل هي اقرب الى اللهجة الشوارعية التي يتفوه بها السكارى بعدما تذهب اخر قطرة خجل من احساسهم بفعل السكر ، تلك العفونة التي جعلتني اتقيأ من ذلك السجع السخيف الممجوج ، اسلوب بهذه العفونة والنتانة ، جعلني لاول مرة اشعر بان للتهريج والتفريغ المسفط طعم ولون وراحة .
قيح وقبح واشمئزاز وتقزز وبلادة في التعبير يشعر به القارئ عندما تمر عيناه على سطور ذلك (الردح ) الوقح والبعيد عن كل لياقة اخلاقية ، لقد احسنت ياعريبي ! عندما ابتدعت وصفة لغوية تساعد الذين يعانون من امراض التخمة على التقيؤ بسهولة ، لكن هناك مشكلة لهذا الدواء حيث العفونة المفرطة التي يعجز عن ازالتها او تغطيتها اشهر مساحيق وعطورات وبخورات الشرق والغرب.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . مقدم محمد علي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat