أيهما الصح يا جناب الأب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

قد يوجد حلول توافقية لبعض النصوص الدينية ، ولكن هناك نصوص لا مكان للتوافق فيها فهي على طرفي نقيض إما صح او خطأ . اتذكر قديما عندما كنت اقرأ في الكتاب المقدس ، اجد الكثير من هذه النصوص التي تتضارب فيما بينهما بشكل لا حلّ له على الاطلاق إلا المكابرة والعناد والتفلسف الخالي من أي معنى . ومن ذلك على سبيل المثال ورود فقرتين في الكتاب المقدس عن امرأة . يقول احد النصوص بأنها عاقر ولم تلد ابناء إلى أن ماتت .
بينما النص الثاني يقول عن نفس المرأة بأنها ولدت خمس اطفال.
النص الأول يقول في سفر صموئيل الثاني 6 : 23 ( ولم تنجب ميكال بنت شاول ولدا إلى يوم موتها).
النص الثاني في سفر صموئيل الثاني 21 : 8 يقول (وأبناء ميكال ابنة شاول الخمسة الذين انجبتهم) .
وكنت ادور واطرح هذا السؤال على كل قسيس يزور كنائسنا فيُماطلون في الجواب ، إلى أن تطوع يوما احد القساوسة الشباب فقال : (صحيح ان ميكال ابنة شاول كانت عاقر، ولكن الرب نسب الخمس أطفال لها لانهم ابناء اختها).
فقلت له ولكن النص يقول : (الخمسة الذين انجبتهم). ولم يقل النص (الخمس الذين تبنتهم). وكلمة انجبتهم : اي حملت بهم وولدتهم . يضاف إلى ذلك أن اخت الأم يُقال لها (خالة). وهي بمثابة أم فقط في مجال الحرمة ، اي لا يجوز لأبناء اختها الزواج منها ، فهي حرام عليهم كأمهم.
فقال : إذن ما هو الجواب برأيك ؟؟
قلت : الجواب هو أن كاتب هذه النصوص بشر يخطأ ، ولذلك نسى أنه كتب في بداية السفر بأن ميكال كانت (عاقر). ولو كان كلام الرب فعلا لما نسى. فقد وصف الرب نفسه بالرحمة وعدم النسيان كما يقول في سفر التثنية 4: 31 ( الرب إلهك إله رحيم .. لا ينسى).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat