الدور السلبي للإعلام في المجتمع العراقيّ
علا الحميري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علا الحميري

لا يخفى الدور الإعلامي وتأثيره الكبير اليوم في بناء الشخصيات و المؤسسات والمنظمات وغيرها لا بل حتى الدول، وذلك من خلال تسليط الضوء على الانشطة والمنجزات والترويج لها من خلال وسائل الإعلام السمعية و المرئية والمقروءة، ويكون للإعلام تأثير إيجابي او سلبي ويطغى الاخير في المجتمع العراقي بصورةٍ كبيرة ومؤثرة ويعود السبب في ذلك إلى عدم العمل بمهنية ومبدأ، فنجد من يستغل هذا المجال لتسخيف القِيم والمبادئ، و غسل ادمغة طبقات المجتمع بشكلٍ يتنافى والمبادئ التي قد اعتاد عليها او السجية التي جُبِل عليها، بالنتيجة يكون انسياق الناس لما يثار في وسائل الإعلام كأنهم رؤوسٌ يحصدها مِنجل فلاّحٍ جشع، فكم حصد الإعلام غير المهني و تحريضه من أرواح و على وجه الخصوص في فترة الحرب الطائفية او الحرب مع داعش التكفيري ببثه إشاعات سقوط المدن او بثه فتاوى التكفير من قبل شيوخ الفتنة والدمار و الهتافات الطائفية من علىٰ منصات التظاهر في غربي العراق، و أخرها كان في الحراك الشعبي عام ٢٠١٩ وكيف تم دفع الشباب العراقي للاشتباك مع القوات الأمنية و تشجعيهم على الخروج من موقف السلمية إلى التخريب والحرق، و كل هذا لم يأتِ من فراغ فاغلب من يعمل في هذا المجال اليوم يسير علىٰ وفق منهاج مُعد من جهات مشبوهة لا تريد الخير لهذا البلد، فالمذيع لا ينطق تحليلاته عفويًّا، ولا يقفُ أمام الخبر بصورةٍ عشوائية، وإنما هو يتحرَّك لحاجة في نفسِ مُحَرِّكيه، إضافة إلى ذلك أنّ الكثير من “منتجي” الدراما التلفزيونية باتوا اليوم يتنافسون على جماهير وسائل التواصل الاجتماعي والسعي لركوب موجة “الترند” عبر نشر السلبية في المجتمع والتركيز على قضايا غير ذات صلة بواقع المواطن وتطلعاته، إذ يُحاول الكثير اليوم من نشر شواذ الحالات وغرسها في أذهانِ الناس وتعميمها على المجتمع العراقيّ؛ لتحقيق أهدافِهم الخبيثة، فالأمر المؤسف إننا لا نجد برنامجا تلفزيونيا او مسلسلا يلائم ويرتقي للمشاهدة من قبل العائلة العراقية، إذ نلاحظ إنها لا تخلو من العبارات الهابطة و الإيحاءات والحوار المستهلك و نادراً مانجد شيئا يلائم الذوق العام للمجتمع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat