صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

  مازال يحتفظ بصور أجمل الأهداف التي حققها، وبعض قصاصات الجرائد نشرت تقارير عن مستوى الأداء الذي يؤديه، والقابلية التي يمتاز بها، والحديث عن المستوى الرياضي الذي ينتظره، كنت أراه يقف متأملاً، وعلى شفته ابتسامة كبيرة، فأقول لمن معي: في رأس محمد الشمري مباراة لكرة القدم، وأعرف متى يأتي في رأسه الهدف، وكان يحرج حين يراني أتأمله، ويضحك حين أسأله: هل أتى (الگول) أم بعد..؟ فيعلق مازحاً: ثلاثة اهداف فيها، وانا حققت هدفين، وصنعت الثالث حين التقيته في صفوف الحشد، شعرت بروحه الرياضية من العديد من الأوجه من حيث روحه المتعاونة للوصول الى الهدف كما يعبر عنه.

 في اول معركة اشتركنا فيها كنت أبتسم حين أترجم مصطلحاته الرياضية في رأسي، لابد أن نهزمهم، لابد أن نفوز، لابد أن هدفاً مبكراً يزعزع هممهم، فمثلاً كان يقول لنا عند أي مواجهة:ـ حصنوا أنفسكم جيداً، نريد أن تكون شباكنا نظيفة، فهو يقصد أن نخرج من المعركة دون تضحيات.
  كان البعض من أصدقائنا يريد أن يصحيه من أحلامه ليرى شراسة الواقع ليقول له مثلاً:ـ هذه ليست مباراة كرة القدم، انها معركة حرب فيها الخاسر ميت والمنتصر يحتفي بفرحة النصر.
 كان محمد الشمري يقول مبتسماً وبإصرار: إن الحرب مثلها مثل أي لعبة لكرة القدم فيها الفائز والخسران، يبدأ النقاش ويقلل من حديته نمارس التدريب مثلما نمارس في الرياضة التمرين لنحتفظ باللياقة، نستطيع خوض المباراة حتى لو امتدت الى ساعتين، وكذلك في الحرب لياقة المقاتل مهمة، رشاقته في الحركة مطلوبة، ومراوغاته ما اجملها في الحرب او في الملعب.
 نحصن منطقة الدفاع والوسط لنقوي الطاقة الهجومية، كذلك في الحرب ترص الصفوف وتوزع عينيك الى جميع الجهات؛ كي تسيطر على الساحة ولم تترك ثغرة يتسلل منها الخصم.
 انها لعبة فيها الفوز وفيها الخسارة - لا سمح الله - لكن المهم ان الخسارة بشرف تعني فوزاً في الحرب والملعب، وفي كلتا الحالتين يرتفع علم العراق الجميل.
 في حقيقة الأمر لم يفارقني محمد الشمري حتى بعد رحيله شهيداً، فأنا أراه في كل مباراة لكرة القدم واراه في رفعة كل علم عراقي يرفعه هامة لاعب أو شهيد، صرت اراه في ساحات التحرير، وهو ينتفض مع المنتفضين، وأشهد أنه أول من قال من العراقيين: (ماكو وطن ماكو حياة).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/07



كتابة تعليق لموضوع : گول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net