صفحة الكاتب : ساره صالح

حكاية جرح لا يندمل  
ساره صالح

 حكايتي التي صار يرويها البعض دون أن يحس بمعاناتي، وبهذا الجرح النازف فيّ، والذي أجده يزداد سوءاً، أنا امرأة غنية جداً، لكن كل تلك الأموال لم تستطع أن تمنحني الفرح، بل هي التي سلبت مني فرحي.
 كنت امرأة فقيرة أحمل ابني على كتفي سعيدة به رغم الفقر والعوز والجوع الذي أنهكني، واذا انا اقف قرب كهف مخيف، تأملت فيه وانا خائفة من هذا الكهف العجيب، سمعت صوتاً آتياً من أغوار الكهف يقول لي: "ادخلي وخذي كل ما ترغبين ولكن لا تنسي الأساس والجوهر، فبعد خروجك من الكهف سيغلق الباب إلى الأبد... انتهزي الفرصة، ولكن خذي حذرك من عدم نسيان ما هو الأساس والأهم لك..!".
وما إن دخلت هناك حتى بهرتني ألوان الجواهر ولمعان الذهب، فوضعت ابني جانباً وبدأت ألتقط الذهب والجواهر ورحت أملأ جيوبي وصدري بالذهب وانا مذهولة، رحت أحلم بالمستقبل اللامع الذي ينتظرني، وعاد الصوت ينبهني أنه باق لك ثماني ثواني،  لا تنسي الأساس.
 وما أن سمعت أن الثواني على وشك أن تمضي ويغلق الباب، فانطلقت بأقصى سرعة إلى خارج الكهف، وبينما جلست أتأمل ما حصلت عليه، تذكرت أني نسيت ابني داخل الكهف، وأن باب الكهف سيبقى مغلقاً إلى الأبد وأحزاني لن تمحوها ما حصلت عليه من الجواهر والذهب.
 هذا ما عندي ربما تقدر حكايتي أن تنبهكم على امور كبيرة وكثيرة، احذروا الدنيا، خذوا منها ما تريدون، ولكن لا تنسوا الأساس، وهو (صالح الأعمال) فلا أحد يدري متى يُغلق الباب، ولا يستطيع العودة للتصحيح، ادعوا االله تعالى لي ان يهبني السعادة ويغفر لي ذنبي، ويعيد لي ابني الذي صار بديلاً لهذا الغنى المريض.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ساره صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/05



كتابة تعليق لموضوع : حكاية جرح لا يندمل  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net