رسالة الى أبي الفرج الاصفهاني
امنة إبراهيم الواسطي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
امنة إبراهيم الواسطي

حين يكون قلة الوجدان عنواناً لا يؤتمن عنده الحرف، ولا يتورع عن زيف الحروف، ويقيناً سيتعثر جوابك اذا سألناك: ماذا ستقول لربك حين يسألك عن ما دوّنت يداك يا أبا الفرج الاصفهاني، الأسماء خادعة، وستبحث يوما عن الفرج، ولن تجده، وتلك حوبة مولاتي سكينة بنت الحسين (عليها السلام).
هل أدركت أن الحقائق مرّة، أما ما زلت غير منصف فيما تدوّن، وهل لعاقل أن يترك قول الحسين (عليه السلام) في سكينة: (هي المستغرقة في الله وما تصلح لرجل) وتذهب لتتبع ابن الزبير، وأنت تعلم أن المقصودة في مجالس الطرب كانت سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير العجيب أنك تذكر في كتابك الأغاني أن سكينة بنت خالد بنت مصعب كانت تجتمع مع عمر بن ابي ربيعة ومعها جواريها، وعداوة الزبير لأهل البيت (عليهم السلام) صيّرتها الى سكينة.
أنا أحب أن أذكرك يا أبا الفرج يا من ضيّع من يديه الفرج، أن السيدة سكينة بنت الامام الحسين بن علي (عليه السلام) وانت تعرف منزلتها من النبي، واكيد تعرف أن اسمها آمنة تيمنا باسم جدتها أمّ النبي (ص)، ولُقّبت بـ(سكينة)؛ لما تمتلك من امارات الهدوء والسكينة.
وقد غلب هذا اللقب على اسمها الحقيقي، لا بد أن تعرف انها كانت ذات عبادة وزهد، امرأة مبدئية تحمل اخلاق الرسالة المحمدية، لقد حاولت مع من حارب يا أبا الفرج بل يا أبا الحرج؛ لأنها ابنة الحسين، يا لهذا الحسين الذي اربك معانيكم، وكشف احقادكم للدين ونبي الدين، فاخترعتم تعدد ازواجها، تقول: إن اول من تزوجها هو مصعب بن الزبير بن العوام.
وقلت: انه تزوجها قسراً، فولدت له فاطمة، وتزوجها عبد الله بن عثمان فولدت له، وتزوجها عمر بن عثمان بن عفان فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها ففعل، وأنت أكيد تعرف الصحيح بأن علماء النسب والتاريخ يشهدون بأن زوجها الأول هو عبد الله ابن الامام الحسن المجتبى سيد شباب اهل الجنة، ولم تتزوج غيره.
والمشكلة انك تعترف بوجود هذا الاضطراب في الروايات يا أبا الحرج، هكذا شئت أن أسميك؛ لأنك فعلاً أوقعت نفسك فيه، وإلا هل يتلاءم هذا الكلام مع ما ورد في الروايات من أن حالة الحزن لم تفارق أهل البيت (عليهم السلام) بعد استشهاد الامام الحسين (عليه السلام)، وهي كانت حاضرة في الطف، وشهدت ما جرى من مأساة على ابيها وأهل بيتها، وشاركت في السبي مع أهلها, لا ينفع الندم يا أبا الفرج، وخذ معك الى يومك ما كتبت لتكون عبرة لمن يبدون ما لا ينفعهم يوم القيامة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat